قتل شخصان في محافظة السويداء جنوب سوريا، الأحد، جراء تجدد الاشتباكات بين القوات الحكومية ومسلحين محليين، في أول خرق واضح لوقف إطلاق النار الذي دخل حيز التنفيذ قبل نحو أسبوعين، حسبما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان.
وبحسب المرصد، فإن الاشتباكات اندلعت في الريف الغربي لمحافظة السويداء، وأسفرت عن مقتل “أحد أبناء المحافظة وعنصر من قوى الأمن العام”، في تصعيد يعيد التوتر إلى الواجهة بعد فترة قصيرة من الهدوء.
قصف بالقذائف والأسلحة الثقيلة في بلدة الثعلة
وأوضح المرصد أن المواجهات تركزت على محور بلدة الثعلة، حيث سُجل قصف متبادل بالأسلحة الثقيلة وقذائف الهاون، مصدره مناطق خاضعة لسيطرة القوات الحكومية. وأضاف أن دوي الانفجارات وأصوات إطلاق النار سُمعت بوضوح في عدة مناطق من مدينة السويداء، مما أثار مخاوف السكان من عودة موجة العنف الأخيرة.
الإعلام الرسمي السوري يتهم المسلحين بخرق الهدنة
من جهتها، أكدت قناة الإخبارية السورية الرسمية وقوع الاشتباكات، مشيرة إلى أن “مجموعات مسلحة” هاجمت قوات الأمن الداخلي، ما أسفر عن مقتل عنصر أمني وإصابة آخرين بجروح متفاوتة.
وأضافت القناة أن المسلحين أطلقوا قذائف هاون على قرى عدة في ريف السويداء، متهمة إياهم بـ”خرق اتفاق وقف إطلاق النار” الذي تم التوصل إليه مؤخرًا.
ونقلت القناة عن مصدر أمني قوله: “المجموعات الخارجة عن القانون تهاجم قوات الأمن الداخلي وتقصف مناطق سكنية، في انتهاك واضح لوقف إطلاق النار الذي تم الاتفاق عليه برعاية دولية”.

خلفية أحداث السويداء.. تصاعد العنف بين البدو والدروز في يوليو
وتأتي هذه التطورات بعد نحو أسبوعين من هدنة هشة تم التوصل إليها في أعقاب مواجهات دموية اندلعت في 13 يوليو/تموز بين مسلحين من أبناء الطائفة الدرزية وآخرين من البدو في مناطق متعددة من السويداء.
وقد أسفرت تلك المواجهات عن مقتل أكثر من 1400 شخص، وشهدت مدينة السويداء وبلدات محيطة بها معارك شرسة، دفعت الحكومة السورية إلى نشر قوات أمنية لاحتواء العنف، إلا أن تلك الإجراءات لم تنجح في إنهاء القتال بشكل فعّال.
اقرأ أيضًا:
“أحفر قبري بيدي”.. أسير إسرائيلي في غزة يوجه نداءً لشعبه ورسالة شديدة اللهجة لنتنياهو
اتهامات لإسرائيل ودور أمريكي في التهدئة
في خضم تصاعد العنف، شنت إسرائيل ضربات عسكرية استهدفت مواقع للقوات السورية، قالت إنها جاءت لـ”دعم الطائفة الدرزية في وجه التهديدات”. من جانبها، أعلنت الولايات المتحدة نجاحها في التوسط لوقف إطلاق النار، الذي دخل حيز التنفيذ الأسبوع الماضي.
ورغم الهدنة، ظلت مخاوف الانفجار الأمني قائمة، في ظل انعدام الثقة بين المكونات المحلية والقوى الأمنية، وتزايد الدعوات لإجراء تحقيق مستقل في مسببات الاشتباكات الأخيرة.
اللجنة الحكومية تحقق في أحداث السويداء
أعلنت السلطات السورية أنها بصدد فتح تحقيق رسمي في الاشتباكات التي شهدتها محافظة السويداء، حيث تم تشكيل لجنة حكومية لمتابعة تطورات الوضع، والبحث في خلفيات الهجمات التي وقعت مؤخرًا.
إلا أن العديد من النشطاء المحليين يشككون في جدوى تلك التحقيقات، مشيرين إلى “غياب الشفافية” و”استمرار التصعيد الميداني على الأرض”.