مع انطلاق بطولة كأس العالم تحت 20 عاماً في تشيلي هذا الأسبوع، لفت الأنظار غياب تقنية الفيديو المساعد للحكم (VAR) التي أصبحت جزءاً أساسياً من اللعبة منذ مونديال روسيا 2018.
وبدلاً منها، قرر الاتحاد الدولي لكرة القدم اعتماد نظام جديد يحمل اسم دعم الفيديو الكروي (FVS)، وهو نظام مصمم خصيصاً للمسابقات التي لا تتوافر لديها الإمكانات البشرية والمالية الكافية لتشغيل تقنية الفيديو التقليدية.
وقد جرى بالفعل اختبار النظام الجديد في كأس النجوم للشباب الذي ينظمه الاتحاد الدولي، وكذلك في بطولة كأس العالم للسيدات تحت 20 عاماً 2024.
كيف يعمل نظام دعم الفيديو الكروي الجديد؟
النظام الجديد لا يُعد بديلاً دائماً لتقنية الفيديو المساعد، بل نسخة أكثر بساطة وأقل تكلفة، تسمح للمدربين بالتدخل مباشرة في عملية المراجعة.
فبدلاً من الاعتماد على حكام الفيديو لاتخاذ القرار، يُمنح كل مدرب حق طلب مراجعتين خلال المباراة، وإذا ثبتت صحة الاعتراض وتغير قرار الحكم، يحتفظ الفريق بمحاولته.
يعتمد النظام على ثلاث كاميرات فقط حول الملعب مقارنةً بالحد الأدنى المتمثل في أربع كاميرات لتقنية الـVAR، ما قد يجعل بعض المراجعات محدودة الزوايا.
كما يشمل النظام آلية واضحة تبدأ بقرار الحكم المبدئي، ثم طلب المراجعة من المدرب عبر إشارة باليد وتسليم بطاقة مراجعة للحكم الرابع، قبل أن يشاهد الحكم اللقطة على الشاشة الجانبية ويتخذ قراره النهائي بناءً على أدلة قاطعة فقط.
ويقوم الحكم الرابع أيضاً بمراجعة كل هدف بعد تسجيله للتأكد من صحة بنائه الهجومي.
البطاقات الخضراء تدخل عالم كرة القدم
من أبرز الابتكارات التي يشهدها كأس العالم للشباب الحالي، ظهور الكارت الأخضر لأول مرة في مباراة المغرب وإسبانيا ضمن دور المجموعات، ثم تبع ذلك في لقاء جنوب أفريقيا أمام فرنسا ومواجهة نيجيريا.
ويختلف هذا الكارت عن البطاقات التقليدية، إذ يقتصر استخدامه على المدربين فقط، ويمنحهم حق الاعتراض على قرار تحكيمي وطلب مراجعته بالفيديو، في خطوة مشابهة لآلية “التحدي” في رياضات مثل كرة السلة والتنس.
يحق للمدرب استخدام الكارت الأخضر مرتين فقط خلال المباراة، مع ضرورة إشهاره في ثوانٍ معدودة من وقوع الحالة المثيرة للجدل.
وقد شهدت مباراة المغرب وإسبانيا لحظة فارقة عندما استخدم المدرب المغربي محمد وهبي البطاقة الخضراء للاعتراض على ركلة جزاء، ليقرر الحكم بعد المراجعة إلغاء القرار وإنذار اللاعب الإسباني بداعي التمثيل.
مستقبل التجربة والتحكيم التفاعلي
يؤكد الاتحاد الدولي أن هذه التجارب تندرج تحت ما يسميه “الدعم بالفيديو”، حيث يتم اختبار الأفكار الجديدة لأول مرة في بطولة رسمية على أن يُراجع الأداء بعد نهاية المنافسات لتحديد إمكانية تعميمها على نطاق أوسع.
كما تشهد بطولة كأس العالم تحت 20 عام تجربة أخرى لافتة تتمثل في استخدام الحكام للميكروفونات لشرح بعض القرارات للجماهير داخل الملعب، في خطوة تهدف إلى تعزيز الشفافية وتقريب اللعبة من المتابعين.
ويراهن الاتحاد الدولي على أن نظام دعم الفيديو الكروي سيجعل التكنولوجيا التحكيمية في متناول الجميع، بينما قد يشكل كأس العالم لشباب 2025 محطة حاسمة لتحديد مستقبل هذه الابتكارات التي قد تغيّر شكل كرة القدم في السنوات المقبلة.
اقرأ ايضًا…برشلونة يجدد عقد مارك بيرنال حتى 2029