يشهد تطبيق «الرسام» الكلاسيكي من مايكروسوفت تحولاً كبيراً يتجاوز كونه مجرد أداة بسيطة للرسم، بعدما حصل على تحديث جديد يرفع من قدراته ليقترب من مستوى برامج التحرير الاحترافية، مع الحفاظ على بساطة الاستخدام التي اعتاد عليها ملايين المستخدمين.
التحديث الجديد يقدم صيغة ملفات مشروع مبتكرة، إلى جانب أدوات متقدمة مثل التحكم في الشفافية، كما يأتي ضمن حزمة تحديثات أوسع طالت تطبيقات أساسية أخرى على «ويندوز 11».
ملفات مشروع قابلة للتحرير بالكامل
أبرز إضافة في التحديث هي صيغة ملفات جديدة تحمل اسم «paint»، والتي تتيح للمستخدمين حفظ أعمالهم مع الاحتفاظ بكافة الطبقات والتعديلات دون فقدان أي عنصر.
وعلى مدى عقود كان مستخدمو «الرسام» مجبرين على الاكتفاء بصيغ تقليدية مثل «PNG» و«JPEG» التي تسطح الصورة وتفقدها إمكانية التحرير المستقبلي، لكن مع هذه الصيغة الجديدة أصبح بالإمكان فتح الملف لاحقاً واستعادة كل طبقة وكل تعديل كما تُرك تماماً.
هذه الميزة تشبه ما يقدمه «فوتوشوب» عبر صيغة «PSD»، لكنها باتت متاحة في تطبيق مجاني مدمج مع «ويندوز».
الميزة حالياً متوفرة لنسخ المعاينة من «ويندوز 11» عبر قناتي «Canary» و«Dev»، على أن تصل إلى جميع المستخدمين مستقبلاً بعد اكتمال الاختبارات.
أدوات أكثر مرونة مع التحكم في الشفافية
إلى جانب صيغة المشروع الجديدة، أضافت مايكروسوفت شريط تمرير للتحكم في شفافية أدوات الرسم مثل القلم والفرشاة.
هذا الشريط يظهر بجوار أداة التحكم في الحجم المعتادة، ويتيح ضبط درجة الشفافية في الوقت الفعلي للحصول على خطوط أكثر نعومة أو تأثيرات تظليل وطبقات لونية متقدمة.
ويأتي هذا التطوير استكمالاً لتحديثات سابقة أُدخلت على «الرسام» خلال عامي 2023 و2024، حين تم دعم الطبقات والشفافية لأول مرة، ثم إضافة أداة «Cocreator» المعتمدة على الذكاء الاصطناعي لإنشاء صور انطلاقاً من أوصاف نصية.
هذه الخطوات المتتابعة جعلت من «الرسام» أداة تحرير متقدمة تناسب المستخدم العادي والطالب وأصحاب المشاريع الصغيرة الذين يحتاجون لإنجاز أعمال سريعة دون الاستعانة ببرامج معقدة أو مدفوعة.
جزء من تحديث أوسع لويندوز 11
التحديث الجديد لا يقتصر على «الرسام» وحده، بل شمل تطبيقات أخرى أساسية ضمن نظام «ويندوز 11».
فقد حصلت «أداة القص» (Snipping Tool) على ميزة تعديل لقطات الشاشة قبل حفظها، بينما نال «المفكرة» (Notepad) قدرات مدعومة بالذكاء الاصطناعي مثل التلخيص وإعادة الكتابة والإنشاء النصي، والمخصصة لأجهزة «Copilot+» من دون اشتراكات إضافية.
وبذلك تسعى مايكروسوفت إلى جعل النظام أكثر تكاملاً ومرونة، مع إتاحة وظائف احترافية للمستخدمين في أدوات مألوفة وسهلة الاستخدام.
أهمية التحديث وكيفية تجربته
يأتي هذا التحديث ليؤكد المكانة الخاصة التي يحتلها «الرسام» كأداة كلاسيكية ارتبطت بذاكرة أجيال من المستخدمين.
وبفضل الإمكانات الجديدة مثل ملفات المشروع وأدوات التحكم في الشفافية، تقلص مايكروسوفت الفجوة بينه وبين برامج التحرير المتقدمة، مانحة المستخدمين فرصاً أكبر لتصميم الصور وإنتاج الرسومات دون تكلفة إضافية.
ورغم أنه لا يطمح ليكون بديلاً كاملاً عن برامج مثل «فوتوشوب» في المشاريع الاحترافية المعقدة، إلا أنه أصبح قادراً على تلبية الاحتياجات اليومية بكفاءة، سواء لتصميم محتوى رقمي أو إعداد مشاريع تعليمية.
ويمكن للمستخدمين الراغبين في التجربة الانضمام إلى برنامج «Windows 11 Insider» وتحديث النظام إلى أحدث إصدار في قناتي «Canary» أو «Dev» (الإصدار 11.2508.361.0 أو أحدث)، تمهيداً لإطلاق الميزات رسمياً لجميع المستخدمين بعد تقييم ردود الفعل.
اقرأ ايضًا…يوتيوب تطلق أدوات ذكاء اصطناعي جديدة لتطوير الفيديوهات