رغم أن البعض قد لا يتردد في استخدام منشفة أو فرشاة أسنان أو شفرة حلاقة تخص شخصًا آخر أثناء السفر أو الزيارات العائلية، إلا أن الأطباء والعلماء يحذرون من خطورة هذه العادة، التي قد تبدو بسيطة ولكنها تحمل في طياتها تهديدًا صحيًا حقيقيًا.
فبحسب تقرير نشره موقع “ScienceAlert” العلمي، فإن مشاركة أدوات النظافة الشخصية تُعد من أبرز وسائل نقل البكتيريا والفيروسات والفطريات، والتي قد تبقى حية على الأسطح لأيام أو حتى أسابيع.
المناشف.. بيئة مثالية للبكتيريا الجلدية
المناشف الرطبة تمثل بيئة مثالية لتكاثر الكائنات الدقيقة، ووفقًا لدراسات علمية، فإنها تظل قادرة على نقل العدوى لأشهر، خاصة في حال استخدامها من أكثر من شخص.
وقد سُجلت في الولايات المتحدة حالة إصابة جماعية بين طلاب في فريق كرة قدم بإحدى المدارس الثانوية، بعد أن تبادلوا استخدام المناشف، ما أدى إلى تفشي عدوى البكتيريا العنقودية المقاومة للمضادات الحيوية (MRSA)، وكانت معدلات العدوى بينهم أعلى بثماني مرات مقارنة بغيرهم.
ويرجّح الباحثون أن الجروح الصغيرة الناتجة عن اللعب البدني وفّرت منفذًا للبكتيريا للدخول إلى الجلد.

فرشاة الأسنان.. بوابة صامتة للفيروسات
تُعد مشاركة فرشاة الأسنان من أخطر العادات، إذ قد تؤدي إلى نقل فيروسات خطيرة مثل التهاب الكبد C، والهربس البسيط (HSV-1)، وفيروس إبشتاين بار، حتى في حال عدم ظهور أعراض على الشخص المصاب.
كما أظهرت دراسات أن فرش الأسنان قد تحتوي على أنواع من البكتيريا الضارة، من بينها:
-
إي كولاي (E.coli)
-
بكتيريا الزائفة (Pseudomonas)
وتبيّن أن بعض الفيروسات تبقى نشطة على الأسطح البلاستيكية من يومين إلى ستة أيام، ما يجعل استخدامها المشترك خطرًا حقيقيًا.
شفرات الحلاقة.. الأعلى خطرًا بين أدوات الحمام
تُصنَّف شفرات الحلاقة على أنها الأكثر خطورة بين أدوات النظافة الشخصية، لكونها تلامس الدم غالبًا وتسبب جروحًا دقيقة، مما يسهّل انتقال الأمراض المنقولة بالدم، مثل:
-
التهابات الكبد الفيروسية
-
فيروس الورم الحليمي البشري (HPV) المسبب للثآليل الجلدية
لذلك، يُحذّر الأطباء من استخدام شفرات الحلاقة الخاصة بأي شخص آخر، حتى داخل نطاق الأسرة.
من الأكثر عرضة للإصابة؟
ترتفع معدلات الخطر بشكل خاص لدى:
-
الأطفال
-
كبار السن
-
مرضى السكري
-
أصحاب المناعة الضعيفة
-
الأشخاص الذين يتناولون أدوية مثبطة للمناعة
ورغم أن الاستخدام لمرة واحدة قد لا يكون خطيرًا في حد ذاته، إلا أن تكرار المشاركة يزيد من احتمالات الإصابة بأمراض قد يصعب علاجها.
اقرأ أيضًا:
أظافر القدم تكشف التعرض المزمن لغاز الرادون المسبب لسرطان الرئة
الوقاية خير من العدوى
ينصح الخبراء باتباع قاعدة بسيطة وفعالة: “الأدوات الشخصية.. تبقى شخصية”، فتجنُّب مشاركة أدوات مثل المناشف، فرش الأسنان، شفرات الحلاقة، وحتى أدوات قص الأظافر، يمكن أن يقلل بشكل كبير من خطر الإصابة بأمراض قد تكون خطيرة أو مزمنة.