كشفت شركة مرسيدس – بنز الألمانية الرائدة في صناعة السيارات، عن انخفاض بنسبة 9% في مبيعات سيارات الركاب عالميًا خلال الربع الثاني من عام 2025، وذلك مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي، في ظل تحديات تجارية وجمركية وضغوط متزايدة في سوق السيارات الكهربائية.
وبحسب بيان رسمي للشركة، فقد بلغ إجمالي المبيعات خلال هذه الفترة 453,700 سيارة، مقارنة بـ 496,700 سيارة تم بيعها في الربع الثاني من عام 2024.
الرسوم الجمركية الأميركية تلقي بظلالها على مبيعات مرسيدس
أرجعت مرسيدس جزءًا كبيرًا من هذا التراجع إلى السياسات التجارية المقيدة، خصوصًا الرسوم الجمركية التي فرضتها إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب، والتي أثّرت سلبًا على مبيعات الشركة في الولايات المتحدة.
وشهدت السوق الأميركية انخفاضًا بنسبة 12%، حيث تراجعت المبيعات إلى 74,600 سيارة فقط. ورغم أن مرسيدس تنتج بعض طرازاتها مثل GLE وGLS داخل مصنعها في ولاية ألاباما، إلا أن الطرازات المستوردة من أوروبا، مثل الفئة E والفئة S وGLC، تحملت العبء الأكبر من تأثير هذه الرسوم.
ولم تتوقف التداعيات عند الولايات المتحدة، إذ قامت الصين بالرد بفرض رسوم جمركية مضادة أثّرت على صادرات مرسيدس من مصنع ألاباما إلى السوق الصينية. وكانت النتيجة انخفاضًا حادًا بنسبة 19% في مبيعات مرسيدس بالصين، لتسجل 140,400 سيارة فقط خلال الربع الثاني.

تراجع في مبيعات السيارات الكهربائية
وفيما يتعلق بقطاع السيارات الكهربائية، شهدت مرسيدس تراجعًا لافتًا بنسبة 24% في مبيعات السيارات الكهربائية المعتمدة على البطاريات خلال الربع الثاني، لتصل إلى 35,000 سيارة فقط، مقابل 46,000 في الفترة نفسها من العام السابق.
اقرأ أيضًا:
وبلغ إجمالي التسليمات من السيارات الكهربائية خلال النصف الأول من العام 75,700 سيارة، بانخفاض نسبته 19% مقارنة بالنصف الأول من 2024.
ورغم هذه الأرقام، أعربت الشركة عن تفاؤلها بشأن الموديلات القادمة، مشيرة إلى أن سيارة CLA الجديدة الكهربائية تلقى اهتمامًا متزايدًا، كما ستُطرح نسخة كهربائية من GLC لاحقًا هذا العام.

ارتفاع في مبيعات السيارات الهجينة القابلة للشحن
في المقابل، أظهرت السيارات الهجينة القابلة للشحن (Plug-in Hybrid) أداءً قويًا، حيث ارتفعت مبيعاتها بنسبة 34% عالميًا، ما ساهم في رفع نسبة السيارات الكهربائية والهجينة مجتمعة إلى 40% من مبيعات الشركة في أوروبا، و21% على مستوى العالم.
وتشير هذه الأرقام إلى تحول تدريجي في تفضيلات المستهلكين نحو مصادر الطاقة البديلة، رغم التحديات التشغيلية والتجارية.
خلاصة المشهد
يأتي هذا التراجع في وقت تتعرض فيه شركات السيارات الكبرى لضغوط من تقلبات السوق الدولية، وزيادة تكاليف الإنتاج، والقيود الجمركية العابرة للحدود. ومع استمرار مرسيدس في إعادة هيكلة استراتيجيتها الإنتاجية والتركيز على السيارات الكهربائية والهجينة، يُتوقع أن تشهد الأشهر المقبلة منافسة شرسة على الحصة السوقية في القطاعات الخضراء، وسط تحولات عالمية متسارعة نحو الطاقة النظيفة والتنقل المستدام.