أعلن الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، اليوم الجمعة، أن الساعات الأربع والعشرين القادمة ستكون حاسمة في تحديد ما إذا كانت حركة «حماس» ستوافق على ما وصفه بـ«الاقتراح النهائي» لوقف إطلاق النار بين الحركة وإسرائيل في قطاع غزة، ويأتي هذا التصريح في ظل تصاعد الجهود الدولية لإنهاء الحرب المستمرة منذ أكثر من تسعة أشهر.

إسرائيل وافقت على هدنة مدتها 60 يوماً
وكان ترامب قد صرّح في وقت سابق من هذا الأسبوع، وتحديداً يوم الثلاثاء، أن إسرائيل وافقت على الشروط اللازمة لوضع اللمسات الأخيرة على اتفاق هدنة مدته 60 يوماً، ووفقاً للخطة، يُفترض أن تتوقف العمليات العسكرية خلال هذه الفترة، على أن يعمل الطرفان خلالها على التوصل إلى اتفاق دائم ينهي الحرب.
ترامب: سنعرف خلال 24 ساعة
ورداً على سؤال طرح عليه اليوم بشأن ما إذا كانت حركة «حماس» قد وافقت على المقترح، أجاب ترامب قائلاً: «سنرى ما سيحدث، سنعرف ذلك خلال الأربع والعشرين ساعة المقبلة»، وتأتي هذه التصريحات وسط حالة من الترقب العالمي لرد «حماس»، لا سيما في ظل تصاعد الضغوط من المجتمع الدولي لوقف الحرب الإنسانية المتفاقمة في قطاع غزة.
«حماس» تشترط ضمانات دولية لإنهاء الحرب
من جانبها، أكدت مصادر قريبة من حركة «حماس»، أمس الخميس، أن الحركة لا تزال تدرس الاقتراح الجديد، وتطالب بضمانات دولية واضحة بأن الهدنة ستمهد لإنهاء كامل للحرب، وليس فقط مجرد وقف مؤقت لإطلاق النار، ونقلت وكالات الأنباء عن مسؤولين في «حماس» قولهم إنهم يريدون تأكيدات بأن الاتفاق سيقود إلى انسحاب القوات الإسرائيلية من غزة، ورفع الحصار بشكل دائم، وبدء عملية إعادة إعمار القطاع.
لا تزال هناك تفاصيل بحاجة إلى الحسم
في المقابل، صرّح مسؤولان إسرائيليان بأن «التفاصيل الفنية» لا تزال قيد النقاش، وأن التوصل إلى اتفاق نهائي يتطلب مزيداً من الوقت والمشاورات، رغم التقدم الملموس الذي تحقق في المحادثات الأخيرة بوساطة أمريكية وبدعم من أطراف إقليمية ودولية.
تصاعد العنف في غزة.. ومزيد من الضحايا
وفي ظل الانتظار، لا تزال غزة تشهد تصعيداً عسكرياً مستمراً، فقد أفادت السلطات الصحية في القطاع بمقتل عشرات المدنيين الفلسطينيين، يوم أمس، جراء غارات جوية إسرائيلية استهدفت مناطق مختلفة من غزة، وسط استمرار أزمة إنسانية خانقة يعاني منها جميع السكان، تشمل الجوع، وانهيار القطاع الصحي، ونزوح جماعي داخلي.
اقرأ أيضًا
الكونغرس الأمريكي يمرر مشروع قانون مثير للجدل: تخفيضات ضريبية وإنفاق ضخم وسط انقسامات حزبية
خلفية الصراع: من أكتوبر 2023 حتى اليوم
اندلعت جولة العنف الحالية في أكتوبر 2023، عندما شنّت حركة «حماس» هجوماً مفاجئاً على مناطق جنوب إسرائيل، أدى، بحسب المصادر الإسرائيلية، إلى مقتل نحو 1200 شخص واحتجاز حوالي 250 رهينة، ومنذ ذلك الحين، شنت إسرائيل حملة عسكرية واسعة النطاق على قطاع غزة، أدت، وفقاً لوزارة الصحة في غزة، إلى مقتل أكثر من 56 ألف فلسطيني، معظمهم من النساء والأطفال.
أزمة إنسانية غير مسبوقة
تسببت الحرب في واحدة من أسوأ الكوارث الإنسانية في تاريخ القطاع، حيث يعيش السكان في ظروف معيشية مأساوية، وسط نقص حاد في الغذاء والماء والدواء، وانهيار البنية التحتية، كما يعاني أكثر من مليوني فلسطيني في غزة من التهجير الداخلي، حيث فقدت آلاف العائلات منازلها بسبب القصف المتواصل.
جهود دولية مكثفة لوقف النزيف
وتكثّف الولايات المتحدة، إلى جانب مصر وقطر والأمم المتحدة، جهود الوساطة لإنهاء الصراع، وسط دعوات من منظمات حقوق الإنسان والمجتمع الدولي لوقف فوري لإطلاق النار، ومحاسبة المسؤولين عن الانتهاكات، والعمل على مسار سياسي ينهي الاحتلال ويضمن الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني.