أكد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أن الغواصات النووية التي أمر بنشرها في وقت سابق قد وصلت بالفعل إلى “المنطقة المناسبة” قرب روسيا، مشددًا على أن هذه الخطوة تأتي في إطار الردع الاستراتيجي والتحرك الوقائي ضد ما وصفه بـ”التحريض الروسي”.

وجاء تأكيد الرئيس الأمريكي في تصريحات صحفية أدلى بها مساء الأحد، ردًا على سؤال من الصحفيين بشأن تنفيذ التهديدات التي أطلقها قبل يومين، إذ قال بلهجة حاسمة: “لقد أصدرت بالفعل بيانًا، والإجابة هي أنهم في المنطقة، حيث يجب أن يكونوا”.
تحرك استباقي من ترامب بعد تهديدات روسية
وكانالرئيس ال قد أعلن يوم الجمعة عبر منصته “تروث سوشيال” عن تحرك استراتيجي للبحرية الأمريكية تمثل في نشر غواصتين نوويتين في مواقع قريبة من روسيا، مؤكدًا أن الخطوة جاءت كرد فعل مباشر على تصريحات صدرت عن نائب رئيس مجلس الأمن الروسي ديمتري ميدفيديف، والتي وصفها ترامب بـ”الاستفزازية والمقلقة”.
اقرأ أيضًا
استشهاد 23 فلسطينيًا بمواقع إغاثة في غزة منهم 6 وفيات جوعًا
وكتب: “لقد أمرت بتمركز غواصتين نوويتين في مناطق مناسبة، تحسبًا لاحتمال أن تكون تصريحات ميدفيديف أكثر من مجرد كلام سياسي… نأخذ هذه التهديدات على محمل الجد”.
تحذير شديد اللهجة من ترامب
وكان التصعيد الكلامي قد بدأ يوم الخميس عندما وجه ترامب تحذيرًا شديد اللهجة إلى ديمتري ميدفيديف، دعاه فيه إلى “مراقبة كلماته”، وذلك على خلفية تصريحات الأخير التي هاجم فيها السياسة الخارجية الأمريكية، متهماً إدارة ترامب السابقة بالتسبب في حالة من “عدم الاستقرار العالمي” وفق وصفه.
ورد ترامب بعبارات مباشرة قائلًا: “إن ميدفيديف يتحدث بكثير من الغطرسة، ويبدو أنه لا يدرك عواقب استفزاز قوة كالولايات المتحدة. من الأفضل له أن يراجع لغته قبل أن يتحول الأمر إلى ما هو أسوأ”.
عودة للغة الردع النووي؟
تصريحات ترامب بشأن الغواصات النووية أثارت ردود فعل متباينة في الأوساط السياسية والعسكرية الأميركية والدولية، إذ يرى بعض المحللين أن الخطوة تمثل عودة غير مباشرة لسياسات الردع النووي التي سادت خلال الحرب الباردة، بينما اعتبرها آخرون محاولة من ترامب لاستعادة حضوره السياسي عبر توجيه رسائل حازمة في السياسة الخارجية، لا سيما في ظل اقتراب الانتخابات الرئاسية القادمة.
وقال مسؤول سابق في البنتاغون لموقع “ذا هيل”: “تحريك غواصات نووية ليس إجراءً يتم لأغراض إعلامية فقط، بل هو تحرك يُقرأ بعناية في موسكو، وقد تكون له تبعات في حسابات الردع المتبادل”.
مراقبة دولية وخشية من التصعيد
دعوات للتهدئة وسط قلق متزايد من التوتر النووي
في ظل هذا التراشق المتبادل، يتزايد القلق في الأوساط الدبلوماسية الدولية من انزلاق التصعيد السياسي إلى مواجهات مباشرة أو أخطاء في الحسابات الاستراتيجية، لا سيما في ظل غياب قنوات تواصل واضحة بين موسكو وواشنطن منذ اندلاع الحرب في أوكرانيا.
ودعت جهات دبلوماسية أوروبية الطرفين إلى ضبط النفس والعودة إلى لغة الحوار، مؤكدة أن “التحركات النووية – حتى وإن كانت رمزية – تشكل رسائل خطيرة في عالم متوتر أصلًا”.