في تصريحات مثيرة للجدل، أعرب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن شكوكه في استحقاقه دخول الجنة، مشيرًا إلى أن محاولاته لتحسين حياة الناس قد تكون من الأمور التي تبرر له ذلك.
وجاءت هذه التصريحات خلال حديثه مع الصحفيين على متن الطائرة الرئاسية “إير فورس وان”، أثناء رحلته إلى إسرائيل، حيث كان من المقرر أن يُلقي خطابًا أمام الكنيست الإسرائيلي ويلتقي بعدد من عائلات الأسرى الإسرائيليين الذين أُطلق سراحهم مؤخرًا.
ترامب: «قد لا أدخل الجنة»
وقال الرئيس الأمريكي: “لا أعتقد أن هناك شيئًا سيقودني إلى الجنة. قد أكون في الجنة الآن، ونحن نحلق على متن طائرة الرئاسة”، وأضاف مازحًا: “لست متأكدًا من أنني سأدخل الجنة، لكنني جعلت حياة الكثيرين أفضل”.

تصريحات ترامب جاءت ردًا على سؤال من أحد الصحفيين بشأن تصريح سابق له في أغسطس الماضي، حيث ألمح خلال مقابلة مع قناة “فوكس نيوز” إلى أن نجاحه في التوسط لحل الصراع بين روسيا وأوكرانيا قد يمنحه فرصة لـ “دخول الجنة”.
وقال ترامب آنذاك: “أريد إنهاء هذا الصراع. نحن لا نفقد أرواحًا أمريكية، لكن أرواحًا روسية وأوكرانية تُزهق يوميًا، ومعظمهم من الجنود. أريد أن أحاول دخول الجنة إن أمكن. سمعت أنني لست في أفضل حالاتي من هذه الناحية. أنا في أدنى مستوياتي. لكن إذا كان لي أن أدخل الجنة، فربما يكون هذا هو السبب”.
وتعكس هذه التصريحات، التي تمزج بين الجدية والتهكم، صورة مختلفة عن ترامب، الذي عادةً ما يتحدث بثقة عن إنجازاته السياسية والشخصية. فبينما يعبر عن تشككه في مكانته الأخلاقية أو الروحية، لا يتردد في التأكيد على أنه أدى دورًا مهمًا في تحسين حياة الآخرين، سواء داخل الولايات المتحدة أو خارجها.
ترامب: صنعت فرقًا مع الكثير
ومن المعروف أن ترامب، خلال فترة رئاسته وبعدها، واجه انتقادات واسعة بشأن سياساته وخطابه السياسي، إلا أن أنصاره يعتقدون أنه ساهم في تقوية الاقتصاد الأمريكي، وخفض الضرائب، وتعزيز موقف الولايات المتحدة عالميًا.
ويُذكر أن ترامب أبدى في أكثر من مناسبة رغبته في لعب دور الوسيط في إنهاء الحرب الدائرة بين روسيا وأوكرانيا، مؤكدًا أنه كان بإمكانه منع اندلاعها لو كان في منصبه. وقد جعل من هذا الملف أحد المحاور الأساسية في حملاته الانتخابية، التي يسعى من خلالها للعودة إلى البيت الأبيض في انتخابات 2024.
وفي ظل استمرار الصراع الروسي الأوكراني، وغياب أفق واضح للحل، يواصل الرئيس الأمريكي تقديم نفسه كزعيم قادر على فرض التسويات وإنهاء الحروب، رغم أنه لم يقدّم حتى الآن خطة ملموسة لتحقيق ذلك.
تصريحات الرئيس الأمريكي الأخيرة، وإن كانت تحمل طابعًا ساخرًا، تفتح بابًا واسعًا للنقاش حول صورته الذاتية، ومحاولاته المتكررة لإعادة تعريف إرثه السياسي والشخصي، من بوابة الدين والأخلاق هذه المرة.