أعلن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، أمس السبت، أنه أجرى اتصالاً هاتفيًا “إيجابيًا ومثمرًا للغاية” مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، تناول تعزيز منظومات الدفاع الجوي الأوكرانية، وبحث سبل التعاون العسكري بين كييف وواشنطن.

وكتب زيلينسكي عبر منصة “إكس” أن المحادثة تناولت “آفاق تطوير الدفاع الجوي الأوكراني، ومواجهة الهجمات الروسية المكثفة التي استهدفت منشآت الطاقة خلال الأسابيع الماضية”، مؤكدًا أن المباحثات أسفرت عن أفكار جديدة وخيارات قوية لتعزيز قدرات أوكرانيا الدفاعية.
اقرأ ايضًا
الرئيس المصري: لن نقف مكتوفي الأيدي أمام نهج إثيوبيا غير المسؤول بنهر النيل
إشادة بخطة غزة: “إنجاز يؤكد إمكانية إيقاف الحروب”
وفي لفتة لافتة، أعرب زيلينسكي خلال الاتصال عن تهنئته لترامب بمناسبة خطة غزة للسلام، التي نجحت في إيقاف الحرب بين إسرائيل وحماس، معتبرًا أن الخطة تمثل “إنجازًا رائعًا” يبعث الأمل في إمكانية إنهاء حروب أخرى حول العالم، ومن بينها الحرب الروسية – الأوكرانية.
وقال الرئيس الأوكراني:“قدّمتُ التهنئة للرئيس ترامب على مبادرته الناجحة بشأن غزة، وأكدت أن هذا النموذج يمكن أن يُلهم العالم لوقف حروب أخرى، فالدبلوماسية قادرة على تحقيق ما تعجز عنه القوة وحدها.”
وأضاف زيلينسكي أن بلاده “تعمل بجدّ لإعداد اتفاقيات جديدة مع الولايات المتحدة لتعزيز الدفاع الجوي، وتوسيع التعاون في مجال التصنيع العسكري”، مشيرًا إلى أن هناك “خيارات جيدة وأفكارًا رائعة لتقوية أوكرانيا”.
مباحثات حول صواريخ «توماهوك» بعيدة المدى
وفي تطوّر لافت، نقل موقع «أكسيوس» الأمريكي عن مصدرين مطلعين قولهما إن ترامب وزيلينسكي ناقشا احتمال تزويد أوكرانيا بصواريخ “توماهوك” الأمريكية بعيدة المدى، وهي الصواريخ التي قد تمنح كييف قدرة على استهداف مواقع عسكرية داخل العمق الروسي.
وأشار الموقع إلى أن المحادثة تناولت الجانب الفني والسياسي لإمكانية تزويد أوكرانيا بهذا النوع من الصواريخ، إلا أن المصدرين أكدا أن القرار النهائي بشأن توريدها لم يُتخذ بعد.
ويُعد هذا الطراز من الصواريخ أحد أهم الأسلحة الاستراتيجية في الترسانة الأمريكية، إذ يتميز بمدى يتجاوز 1500 كيلومتر وقدرته على التحليق على ارتفاع منخفض لتفادي الرادارات، ما يجعله سلاحًا حاسمًا في الحرب الحديثة.
الطاقة هدف رئيسي للهجمات الروسية
وخلال الاتصال، أطلع زيلينسكي الرئيس الأمريكي على حجم الأضرار التي لحقت بالبنية التحتية للطاقة في أوكرانيا نتيجة الضربات الروسية الأخيرة، والتي تسببت في انقطاعات كهربائية واسعة النطاق في عدة مناطق، بما في ذلك العاصمة كييف.
وأكد زيلينسكي أن أوكرانيا تحتاج بشكل عاجل إلى تعزيز منظوماتها الدفاعية الجوية لحماية منشآت الطاقة والمدن من الهجمات المتكررة بالطائرات المسيّرة والصواريخ الباليستية، مشددًا على أن التعاون مع واشنطن يمثل ركيزة أساسية في صمود بلاده أمام الهجمات الروسية.
رسائل متبادلة ودبلوماسية نشطة
ويرى مراقبون أن الاتصال بين زيلينسكي وترامب يحمل دلالات سياسية وعسكرية، إذ يأتي في وقت تشهد فيه الحرب الروسية – الأوكرانية مرحلة تصعيد جديدة، كما يعكس رغبة كييف في تعزيز علاقاتها الاستراتيجية مع الإدارة الأمريكية بعد نجاح خطة غزة في إحياء الدبلوماسية الأمريكية عالميًا.
ويشير محللون إلى أن إشادة زيلينسكي بخطة ترامب للسلام قد تمثل إشارة انفتاح نحو مفاوضات مستقبلية ترعاها واشنطن بين كييف وموسكو، أو على الأقل بداية لإعادة تفعيل الدور الأمريكي في جهود تسوية النزاع.
نحو مرحلة جديدة من الدعم الأمريكي لأوكرانيا
وفي ختام بيانه، أكد الرئيس الأوكراني أن بلاده ستواصل العمل على توثيق شراكتها الدفاعية مع الولايات المتحدة، وفتح قنوات جديدة للتعاون في مجالات التصنيع والتكنولوجيا العسكرية.
وقال زيلينسكي:“نحن نعمل مع شركائنا الأمريكيين على تطوير حلول مبتكرة في مجال الدفاع الجوي، وستكون نتائج هذه الجهود ملموسة قريبًا.”
ويأتي هذا الاتصال ضمن سلسلة تحركات دبلوماسية متسارعة تشهدها كييف في الأسابيع الأخيرة، في وقت يسعى فيه المجتمع الدولي إلى توسيع مساحة التهدئة والحوار في مناطق النزاع من غزة إلى أوكرانيا.