أثارت شكل العلاقة الجديد بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وزوجته ميلانيا – موجة من التفاعل على مواقع التواصل الاجتماعي ووسائل الإعلام.
وجاءت التعليقات بعد ظهورهما الأخير في روما خلال جنازة البابا فرانسيس، في مشهد طغت عليه مظاهر مودة علنية غير معهودة، تزامنت مع احتفال ميلانيا بعيد ميلادها الخامس والخمسين.
الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وزوجته
رغم ما عُرف عن علاقتهما من برود وفتور خلال فترة رئاسته، بدا الزوجان في هذه المناسبة وكأنهما حديثا الزواج. شوهد ترامب وميلانيا يمشيان متشابكي الأيدي، يضحكان ويتبادلان القبلات أمام الكاميرات، في مشهد نادر استوقف المراقبين وأثار تساؤلات حول ما إذا كانت العلاقة بينهما قد دخلت فصلًا جديدًا.
ونقلت صحيفة ديلي ميل عن مصادر مقربة من الدائرة الخاصة بميلانيا أن هذه المظاهر الحميمية قد تعكس حالة من “الانتعاش العاطفي” في العلاقة، وربما تحمل بعدًا عمليًا يتعلق بصحة ترامب، البالغ من العمر 78 عامًا.
وأوضح أحد المصادر أن الرئيس السابق “قد يلجأ إلى ميلانيا كمصدر للاستقرار العاطفي والجسدي”، في ظل تقدمه في السن وتدهور حالته الصحية نسبيًا. وأكد المصدر نفسه: “هما شريكان منذ 20 عامًا. العلاقة بينهما متينة، وهناك تناغم واضح”.
لكن هذا الدفء الجديد يتناقض بشكل صارخ مع العلاقة التي ظهر بها الزوجان خلال فترة رئاسة ترامب، والتي حفلت بلحظات علنية محرجة أثارت تكهنات حول توتر العلاقة بينهما.
انتعاش الزواج الرئاسي
ففي عام 2017، وخلال زيارة لإسرائيل، التُقطت لميلانيا لحظة أبعدت فيها يد زوجها بينما كان يحاول الإمساك بها، وهو ما تكرر لاحقًا خلال مناظرة رئاسية في 2020. كما أجّلت ميلانيا انتقالها إلى البيت الأبيض بعد فوز ترامب، واختارت البقاء في نيويورك لأشهر، ما فُسّر آنذاك على أنه انفصال عاطفي.
تلك المشاهد وغيرها غذت حملة إلكترونية ساخرة عُرفت باسم “حرروا ميلانيا”، حيث تداول رواد مواقع التواصل شعارات تطالب بـ”إنقاذها”، مستندين إلى سلوكها وملامحها في مناسبات عامة، والتي فُسّرت على أنها رسائل غير مباشرة تعكس معاناتها.
لكن مصادر مقربة من ميلانيا نفت تلك الرواية، ووصفتها بأنها “خيال ليبرالي” يستخف بشخصية ميلانيا واستقلالها، مؤكدين أن السيدة الأولى السابقة امرأة قوية تعرف تمامًا ما تريده. وأضاف أحد المصادر: “القول إنها محتجزة هو أمر مهين لها. مثل هذه الروايات تُضعف من سلطتها ولا تنصفها”.
في مذكراتها الصادرة عام 2024، تناولت ميلانيا تلك اللحظات المثيرة للجدل، موضحة أن ما جرى في تل أبيب لم يكن سوى “سوء فهم”، ووصفت الروايات التي فسّرتها كعلامة على وجود خلاف زوجي بأنها “محض مبالغة إعلامية”.
غير أن التساؤلات لا تتوقف عند العلاقة العاطفية، بل تتعداها إلى البُعد المالي. فقد أثيرت شائعات حول إعادة تفاوض ميلانيا على بنود اتفاقية ما قبل الزواج في مناسبتين: الأولى عام 2016 بعد فضيحة علاقات ترامب، والثانية عام 2023 إثر تراكم الفواتير القانونية على خلفية القضايا المدنية التي واجهها. وفي مذكراتها، أكدت ميلانيا على أهمية الاستقلال المالي، واعتبرته “قيمة أساسية” في حياتها.
وعلق مصدر مقرب على ذلك بقوله: “كل زواج يحمل في داخله نوعًا من الترتيب العملي. من السذاجة الاعتقاد أن زواج ترامب يخلو من هذا الجانب”. لكنه شدد في الوقت نفسه على أن مشاعر المودة الأخيرة التي ظهرت علنًا بين الزوجين “نابعة من مشاعر صادقة، لا من مصالح متبادلة”.
من المعروف أن ترامب عبر مرارًا عن إعجابه العميق بميلانيا منذ لقائهما الأول عام 1998، ووصف علاقتهما بأنها خالية من المشاجرات والخلافات، مؤكدًا في إحدى مقابلاته عام 2005 أن “التوافق بينهما كبير”.
بعد 20 عامًا من الزواج، وفي ظل التحديات القانونية والسياسية التي يواجهها ترامب، تبدو العلاقة بينه وبين ميلانيا أكثر تماسُكًا من أي وقت مضى، على الأقل في العلن. وربما، كما يرى البعض، حان الوقت للتوقف عن تأويل كل لفتة أو نظرة، والاكتفاء بما يظهر للعيان.