أشاد الرئيس الأميركي دونالد ترامب، الأحد، بما وصفه بـ”تقدم كبير” أُحرز في ما يتعلق بالعلاقات مع روسيا ومستقبل الحرب في أوكرانيا، وذلك بعد أيام من قمته المثيرة للجدل مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين في ولاية ألاسكا.
وكتب ترامب على منصته “تروث سوشال”: “تقدم كبير بشأن روسيا. ترقّبوا!”، من دون أن يقدم أي تفاصيل إضافية، مما أثار جدلاً واسعاً حول فحوى ما دار في القمة.

قمة ترامب وبوتين في ألاسكا.. 3 ساعات من المفاوضات الصعبة
انعقدت قمة ألاسكا يوم الجمعة الماضي، واستمرت ثلاث ساعات، ركزت على بحث سبل إنهاء الحرب الروسية الأوكرانية التي توصف بأنها “أكثر الصراعات دموية في أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية قبل 80 عاماً”.
وعلى الرغم من أن اللقاء لم يسفر عن اتفاق رسمي لوقف إطلاق النار أو التوصل إلى تسوية نهائية، فإن كلا الزعيمين وصف المحادثات بأنها “مثمرة”، وهو ما اعتبره مراقبون إشارة إلى إمكانية استمرار المفاوضات.
تقارير: بوتين عرض تنازلات إقليمية مقابل دونيتسك
كشفت تقارير صحفية أن فلاديمير بوتين أبدى استعداداً للتنازل عن بعض المطالب الإقليمية مقابل اعتراف أمريكي ودولي بسيطرة موسكو على إقليم دونيتسك شرق أوكرانيا.
هذا العرض لم يُعلن رسمياً من الجانبين، لكنه عكس مرونة روسية نسبية غير مسبوقة منذ بدء الحرب في فبراير 2022.

ترامب: زيلينسكي في البيت الأبيض الاثنين
من جانبه، أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب أن نظيره الأوكراني فلاديمير زيلينسكي سيزور البيت الأبيض يوم الإثنين، لبحث مستجدات الحرب وخيارات السلام.
وقال ترامب: “إذا سارت الأمور على ما يرام، فسوف نحدد موعداً لاجتماع جديد مع الرئيس بوتين”، في إشارة إلى رغبة واشنطن في الحفاظ على مسار تفاوضي متدرج.
ويتكوف: بوتين وافق على بند دفاعي شبيه بالمادة الخامسة
في تطور مفاجئ، صرّح المبعوث الأميركي ستيف ويتكوف لشبكة CNN بأن بوتين وافق للمرة الأولى على إدراج بند دفاعي مشترك في أي اتفاق سلام مستقبلي مع أوكرانيا.
وأوضح ويتكوف أن البند المقترح يشبه المادة الخامسة من ميثاق الناتو، والتي تنص على أن “أي اعتداء على دولة عضو يُعتبر اعتداءً على جميع الأعضاء”.
وأضاف: “توصلنا إلى صيغة تسمح للولايات المتحدة وعدد من الدول الأوروبية بتقديم ضمانات أمنية لأوكرانيا، دون أن تكون جزءاً رسمياً من الناتو”.
روسيا: الناتو خط أحمر ولكن ضمانات أمنية ممكنة
من جهته، أكد بوتين خلال النقاش أن انضمام أوكرانيا إلى حلف الناتو “يمثل خطراً وجودياً على روسيا”، لكنه أبدى استعداداً لقبول صيغة بديلة تمنح كييف حماية مشابهة لمظلة الناتو.
وقال ويتكوف: “إنها المرة الأولى التي نسمع فيها موافقة الروس على إدراج بند من هذا النوع، وهو ما يُعد خطوة غير مسبوقة في المفاوضات”.
مستقبل المفاوضات بين الأمل والشكوك
تُظهر التطورات الأخيرة أن قمة ترامب وبوتين في ألاسكا قد فتحت نافذة أمل جديدة، لكنها ما زالت محاطة بكثير من التعقيدات، خصوصاً في ظل تمسك موسكو بمكاسبها الإقليمية ومطالبة كييف بضمانات أمنية حقيقية.
ويرى مراقبون أن زيارة زيلينسكي للبيت الأبيض ستكون اختباراً محورياً لما إذا كانت واشنطن قادرة على صياغة اتفاق سلام واقعي يحافظ على سيادة أوكرانيا من جهة، ويمنح روسيا مخرجاً دبلوماسياً من الحرب من جهة أخرى.