تعهد الرئيس الأميركي دونالد ترامب، الأحد، بمساندة بولندا ودول البلطيق في مواجهة أي تصعيد روسي محتمل، وذلك بعد حادثة خطيرة تمثلت في اختراق مقاتلات روسية للمجال الجوي الإستوني، ويأتي هذا التطور في ظل تزايد التوترات بين موسكو وحلف شمال الأطلسي (الناتو)، وتنامي المخاوف في الجناح الشرقي للحلف.
تصريحات ترامب من البيت الأبيض
خلال مؤتمر صحفي في البيت الأبيض، سُئل ترامب عما إذا كانت واشنطن ستدافع عن هذه الدول في حال صعّدت روسيا أعمالها العدائية، فأجاب قائلاً: “نعم سأفعل، سأفعل. نحن لا نحب هذا.”

وتُعتبر هذه التصريحات من أقوى الإشارات حتى الآن على التزام الإدارة الأميركية الجديدة بدعم أمن أوروبا الشرقية، في مواجهة الانتهاكات الروسية المتكررة.
خرق روسي خطير فوق خليج فنلندا
وكانت إستونيا وحلف شمال الأطلسي قد أعلنا، الجمعة، أن ثلاث مقاتلات روسية من طراز ميغ-31 اخترقت المجال الجوي الإستوني فوق خليج فنلندا، وبقيت داخله لمدة 12 دقيقة قبل مغادرته، وعلى الفور، أرسلت كل من إيطاليا – التي تتولى مهمة مراقبة أجواء البلطيق ضمن الناتو – إضافة إلى السويد وفنلندا، طائرات مقاتلة لاعتراض الطائرات الروسية وإبعادها.
أعلنت وزارة الخارجية الإستونية، الأحد، أن مجلس الأمن الدولي سيعقد جلسة طارئة الإثنين بناءً على طلبها، لمناقشة الانتهاك الروسي، وسبل تعزيز حماية أجواء دول البلطيق.

بولندا ترفع حالة التأهب
التطورات لم تتوقف عند إستونيا؛ إذ أكدت بولندا، العضو في الناتو، أنها نشرت أمس طائرات مقاتلة بولندية وأخرى تابعة للحلف، فجر السبت، لحماية مجالها الجوي بعد ضربات جوية روسية على غرب أوكرانيا قرب الحدود البولندية.
وقالت قيادة العمليات في الجيش البولندي عبر بيان على منصة “إكس”: “الطائرات البولندية والحليفة تعمل حالياً في مجالنا الجوي، وقد وُضعت أنظمة الدفاع الجوي والرادارات في أعلى درجات التأهب.”

سلسلة انتهاكات متكررة
هذا الخرق الروسي ليس الأول من نوعه؛ ففي مطلع سبتمبر أسقطت بولندا طائرات مسيرة يُشتبه بأنها روسية بعد دخولها مجالها الجوي. كما اعترضت طائرات الناتو في أوقات سابقة مسيّرات روسية انتهكت الأجواء البولندية.
اقرأ أيضًا:
بولندا تنشر طائرات حربية لحماية مجالها الجوي بعد ضربات روسية قرب حدودها مع أوكرانيا
أما ترامب، فكان قد اعتبر في تعليق سابق أن أحد هذه الانتهاكات ربما حدث “عن طريق الخطأ”، لكن الخرق الأخير لمجال إستونيا الجوي اعتُبر الأكثر خطورة منذ شهور.
تصريحات دونالد ترامب بالتعهد بالدفاع عن بولندا ودول البلطيق تمثل رسالة قوية لموسكو بأن الولايات المتحدة لن تقف مكتوفة الأيدي أمام أي تصعيد روسي في المنطقة، ومع تصاعد الانتهاكات الجوية الروسية وتنامي حالة الاستنفار في الجناح الشرقي للناتو، تبدو أوروبا على أعتاب مرحلة أكثر توتراً في علاقاتها مع روسيا، وسط ترقب لنتائج جلسة مجلس الأمن المرتقبة بشأن الحادثة.