مع تصاعد الإحباط داخل الإدارة الأمريكية تجاه الكرملين، يقترب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، من تبني عقوبات اقتصادية مشددة ضد روسيا، تشمل لأول مرة مقترحاً بفرض حظر عالمي فعلي على النفط الروسي، وذلك ضمن مشروع قانون ثنائي في الكونغرس، وتأتي هذه الخطوة المحتملة بعد شهور من دعوات أوكرانية لفرض إجراءات عقابية أكثر صرامة على موسكو، وسط استمرار الحرب في أوكرانيا.

دعوات زيلينسكي لم تلقَ استجابة مبكرة
وكان الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، قد دعا مراراً إلى فرض عقوبات أكثر حدة، قائلاً إن “الضغط على روسيا يجب أن يكون سريعاً وكافياً لردعها”، لكن إدارة ترامب السابقة تجاهلت هذه الدعوات، مع ميل واشنطن للاعتقاد بأن موسكو تسعى إلى حل سلمي، غير أن استمرار القصف الروسي على منشآت مدنية أوكرانية غيّر حسابات الرئيس الأمريكي.
مشروع قانون في الكونغرس وترامب يعيد النظر
تزامناً مع هذه التطورات، بدأ الكونغرس التحضير لمشروع قانون يعاقب دولاً أخرى تتعامل تجارياً مع روسيا، خصوصاً في قطاعي النفط واليورانيوم، ويتضمن المشروع تعريفات جمركية بنسبة 500% على صادرات هذه الدول، في خطوة وُصفت بأنها قد تكون بمثابة “حظر اقتصادي شامل”.
وقال السيناتور الجمهوري ليندسي غراهام، وهو أحد رعاة المشروع: “الرئيس ترامب أبلغني أن الوقت حان للتحرك، ونتوقع أن يُعرض القانون على مجلس الشيوخ نهاية الشهر الحالي”.
المستهدفون: الصين والهند وتركيا
من بين الدول المرشحة للتأثر بالعقوبات الثانوية، الصين والهند وتركيا، وهي دول تواصل استيراد النفط الروسي عبر ما يُعرف بـ”أسطول الظل”، وهي ناقلات بحرية تُستخدم لتفادي القيود الغربية.
ويهدف مشروع القانون إلى تجفيف مصادر الدخل من الوقود الأحفوري الذي تعتمد عليه روسيا في تمويل عملياتها العسكرية، والتي تدر على الكرملين مليارات الدولارات سنوياً.
اقرأ أيضًا
نيجيريا تصدر أحكاماً بالسجن تصل إلى 30 عاماً على 44 عنصراً من «بوكو حرام» بتهمة تمويل الإرهاب
تحديات داخلية وخارجية قد تعرقل الخطة
ورغم النية المعلنة، تبقى التداعيات الاقتصادية العالمية عقبة أمام تنفيذ هذه العقوبات، لا سيما مع ارتفاع أسعار الطاقة واحتمال حدوث اضطرابات في الأسواق، وتوقّع ماكسيميليان هيس، الباحث في معهد أبحاث السياسة الخارجية، أن يتراجع ترامب عن فرض رسوم الـ500%، مرجحاً أن “يكتفي بتهديدات محسوبة لردع الدول المستفيدة من التجارة مع روسيا”.
أوروبا تُبطئ خطواتها.. والمجر تعرقل
وفي الوقت الذي تناقش فيه واشنطن تشديد عقوباتها، تواجه حزمة العقوبات الثامنة عشرة للاتحاد الأوروبي عقبات داخلية، بعدما عرقلت كل من المجر وسلوفاكيا الاتفاق بسبب اعتراضات على خفض سقف سعر النفط الروسي من 60 إلى 45 دولاراً للبرميل، ويرى مراقبون أن عدم الإجماع الأوروبي قد يُضعف فاعلية الجهود الغربية الشاملة ضد موسكو.