مساعي ترامب لإنهاء الحرب الروسية الأوكرانية.. أكد وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو، خلال اتصال هاتفي مع نظرائه في بريطانيا وألمانيا وفرنسا، أن إنهاء الحرب بين روسيا وأوكرانيا عبر تسوية تفاوضية يُعد أولوية قصوى للرئيس الأمريكي دونالد ترامب، في تحرك دبلوماسي جديد يهدف إلى إعادة الزخم إلى جهود الوساطة وإنهاء الصراع المستمر منذ سنوات.

أولويات الرئيس ترامب
وجاء في بيان رسمي صادر عن وزارة الخارجية الأمريكية أن “الوزير شدد على أن أولوية الرئيس ترامب تظل إنهاء الحرب من خلال تسوية موثوقة عبر المفاوضات”، مشيرًا إلى أن واشنطن تعمل على دعم أي جهود جدية تسعى إلى تحقيق هذا الهدف، بالتنسيق مع الحلفاء الأوروبيين.
اقرأ أيضًا
دونالد ترامب: تهدئة وشيكة في غزة.. وصواريخ لأوكرانيا.. واستقالة باول مطلوبة
ملفات إقليمية على الطاولة
وخلال الاتصال الهاتفي، ناقش روبيو مع وزراء خارجية “الترويكا الأوروبية” – وهم وزراء خارجية المملكة المتحدة، وألمانيا، وفرنسا – عددًا من الملفات الإقليمية والدولية، وعلى رأسها تعزيز الاستقرار في منطقة الشرق الأوسط، إلى جانب منع إيران من الحصول على أسلحة نووية، في ظل التوترات المتصاعدة المتعلقة بالبرنامج النووي الإيراني.
وأكد البيان الأمريكي أن المحادثات تناولت ضرورة تنسيق الجهود الغربية في مواجهة التحديات الأمنية، والدفع نحو حلول دبلوماسية للصراعات، مع التركيز على منع تصعيد التوترات، سواء في أوكرانيا أو في ملفات أخرى تشهد انقسامات دولية حادة.
موسكو تنتظر
من جهتها، أعربت روسيا عن استعدادها لاستئناف المحادثات مع الجانب الأوكراني، حيث صرّح المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف في وقت سابق يوم الاثنين، بأن موسكو لا تزال تنتظر اقتراحًا من كييف لتحديد موعد الجولة المقبلة من المفاوضات.
وأوضح بيسكوف أن الجانب الأوكراني يبدو غير متحمس أو متعجل في تحديد الموعد، ما يعكس تعقيد المشهد السياسي والدبلوماسي في كييف.
وكانت الجولة الثانية من المفاوضات بين روسيا وأوكرانيا قد عُقدت في الثاني من يونيو الماضي في مدينة إسطنبول التركية، وتحديدًا في قصر تشيراغان، واستمرت لأكثر من ساعة. وأسفرت الجولتان السابقتان عن تبادل آلاف الأسرى بين الجانبين، وهو ما اعتُبر تطورًا إيجابيًا ولو محدودًا في مسار الأزمة المعقدة.
كما تم خلال اللقاءات تبادل وثائق رسمية تضمنت رؤى ومقترحات متبادلة من الطرفين بشأن تسوية النزاع، إلا أن الفجوات بين المواقف لا تزال كبيرة، وسط اتهامات متبادلة بعرقلة مسار التفاوض وتعطيل فرص التوصل إلى اتفاق شامل.
الدبلوماسية تعود للواجهة وسط جمود ميداني
ويأتي الحراك الدبلوماسي الأمريكي والأوروبي في وقت تتسم فيه الجبهات العسكرية بنوع من الجمود النسبي، ما يُعزز من فرص استئناف الجهود السياسية، على الرغم من استمرار التصعيد المتقطع وغياب الثقة بين الطرفين. وتُشير بعض التحليلات إلى أن تغير ميزان القوى أو ضغوط داخلية على الأطراف قد يُعيد إحياء المفاوضات، خاصة إذا ما اقترن بتحركات دولية منسقة.