أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، اليوم الإثنين، عزمه فرض رسوم جمركية جديدة على كولومبيا وخفض المساعدات المقدمة إليها، متهمًا حكومة الرئيس الكولومبي جوستافو بيترو بـ”التشجيع على الإنتاج الضخم للمخدرات” في البلاد، في خطوة من شأنها أن تزيد من حدة التوتر الدبلوماسي بين البلدين في أمريكا اللاتينية.

اتهامات مباشرة من ترامب لبيترو
وقال ترامب، في تصريحات نقلها موقع أكسيوس الأمريكي، إنه سيعلن خلال الساعات المقبلة عن معدل التعريفة الجمركية الجديدة التي ستُفرض على البضائع الكولومبية، مؤكدًا أن واشنطن لن تقف مكتوفة الأيدي أمام ما وصفه بـ”تقصير الحكومة الكولومبية في مواجهة تجارة المخدرات”.
وكتب ترامب، في منشور على منصته تروث سوشيال مساء الأحد، أن “رئيس كولومبيا لا يفعل شيئًا لوقف إنتاج المخدرات في بلاده، رغم المساعدات الأمريكية الضخمة التي تلقاها لسنوات”، مضيفًا أن تلك الأموال كانت “احتيالًا طويل الأمد على الولايات المتحدة ودافعي الضرائب الأمريكيين”.
اقرأ ايضًا
منصة صيد تتحول إلى لغز أمني قرب طائرة ترامب.. والـFBI يدخل على الخط
مساعدات أمريكية متراجعة
ووفقًا للبيانات الرسمية الصادرة عن الحكومة الأمريكية، بلغ إجمالي المساعدات التي قدمتها الولايات المتحدة إلى كولومبيا أكثر من 200 مليون دولار خلال السنة المالية 2025، وهو مبلغ يقلّ عن مستويات الدعم التي كانت تمنحها واشنطن في السنوات السابقة، ما يعكس فتورًا متزايدًا في العلاقات بين الجانبين.
تاريخ من التعاون.. وتوتر في عهد بيترو
لطالما كانت كولومبيا شريكًا استراتيجيًا للولايات المتحدة في أمريكا اللاتينية، خصوصًا في مجال مكافحة تهريب المخدرات، إذ دعمت واشنطن لعقود جهود بوجوتا في القضاء على زراعة الكوكا وعمليات التصنيع غير المشروع.
لكن هذا التحالف بدأ يشهد تصدّعًا منذ تولي الرئيس الكولومبي اليساري جوستافو بيترو السلطة، حيث تبنّت حكومته توجهات أكثر استقلالية عن واشنطن، ما أثار استياء إدارة ترامب.
التصعيد العسكري في الكاريبي
وتأتي قرارات ترامب الجديدة في ظل تصاعد التوتر العسكري بين البلدين، بعد أن نفذت القوات الأمريكية غارة جوية في البحر الكاريبي استهدفت سفينة يُشتبه بأنها كانت تحمل شحنات مخدرات، ما دفع بوجوتا إلى اتهام واشنطن بانتهاك السيادة الكولومبية، معتبرة العملية “اعتداءً غير مبرر” على أراضيها البحرية.
مستقبل العلاقات على المحك
يرى مراقبون أن القرارات الجديدة تمثل تحولًا حادًا في سياسة واشنطن تجاه كولومبيا، وقد تدفع بالعلاقات الثنائية إلى مرحلة من الجمود السياسي والاقتصادي.
ويخشى خبراء من أن تؤدي الرسوم الجمركية إلى تراجع الصادرات الكولومبية إلى السوق الأمريكية، في وقت تعاني فيه البلاد من تحديات اقتصادية وضغوط داخلية تتعلق بقطاع الزراعة والإنتاج.
وبينما تستعد إدارة ترامب لإعلان تفاصيل الرسوم الجديدة، يبدو أن صفحة جديدة من التوتر تُفتح بين واشنطن وبوجوتا، وسط تساؤلات حول ما إذا كانت هذه المواجهة ستقتصر على المجال الاقتصادي، أم أنها ستتحول إلى أزمة دبلوماسية أوسع في منطقة أمريكا اللاتينية.
