في مشهد يكاد يطابق الكوميديا السوداء لعادل إمام في مسرحية “شاهد ما شافش حاجة”، يبدو أن الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب قد قرر بعث نفسه سياسيًا من جديد قائلًا للعالم: “شوفتوني وأنا ميت؟!” — فقط ليفاجئ الجميع بإعلانه المُنتظر بشأن إعادة تسمية وزارة الدفاع إلى “وزارة الحرب”، وكأن شائعة وفاته الأخيرة لم تكن كافية لصناعة الجدل، فقرّر بنفسه كتابة الفصل الجديد من روايته “ترامب لا يموت… بل يعود أقوى”.
في خطوة مثيرة قد تُعيد تشكيل الخطاب العسكري الأمريكي، أعلن الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب أنه سيصدر اليوم بيانًا هامًا بشأن وزارة الدفاع، في أول ظهور علني له منذ الثلاثاء الماضي، وسط تكهنات متزايدة بشأن وضعه الصحي والقرارات غير التقليدية التي يُلمّح إليها.
إعادة تسمية وزارة الدفاع الأمريكي
جاء هذا الإعلان على لسان السكرتيرة الصحفية للبيت الأبيض، كارولين ليفيت، التي وصفت التصريحات المرتقبة بـ”المثيرة”. ومن المنتظر أن يسلط المؤتمر الصحفي الضوء على نية ترامب المحتملة لإعادة تسمية وزارة الدفاع لتعود إلى اسمها القديم: “وزارة الحرب”.
- ترامب يستعد لأول ظهور رسمى بعد شائعة الوفاة
ترامب يعود من شائعة الوفاة
وقال ترامب، في تصريحات نشرها عبر منصته “تروث سوشيال”، إنه يفكر جديًا في إعادة الاسم التاريخي للوزارة، مضيفًا: “كان لدينا سجل من الانتصارات عندما كانت تُعرف بوزارة الحرب. الدفاع جزء من ذلك، لكن لدي شعور بأن الوقت قد حان للتغيير. الجميع يحب هذا الاسم”.
تاريخيًا، تعود تسمية “وزارة الحرب” إلى عهد الرئيس جورج واشنطن عام 1786، وظلت قائمة حتى عام 1947 حين قام الرئيس هاري ترومان بإعادة هيكلة الوزارة، لتصبح “وزارة الدفاع” عام 1949. وكانت هذه الخطوة جزءًا من توجه أمريكي لتقليل لغة المواجهة والتركيز على الأمن والدفاع بعد الحرب العالمية الثانية.
إعادة هذا الاسم قد تُفسَّر كتحول رمزي في السياسة الأمريكية نحو نهج أكثر عدوانية أو وضوحًا في التعامل مع التحديات الداخلية والخارجية، لا سيما في ظل خطاب ترامب المعروف بالتشدد والانحياز إلى “الحلول الصلبة”.
- ترامب يعود من شائعة الوفاة
خطة تسمية السلاح الأمريكي
وفي سياق آخر، عاد ترامب لإثارة الجدل باقتراحه إرسال قوات الحرس الوطني إلى مدينة شيكاغو، التي وصفها بأنها “أخطر مدينة في العالم بلا منازع”. واستشهد بحصيلة دمويّة قال إنها سجلت مقتل 8 أشخاص وإصابة 54 آخرين خلال عطلة نهاية الأسبوع وحدها.
وكتب ترامب: “بريتزكر (حاكم ولاية إلينوي) بحاجة ماسة إلى المساعدة، لكنه لا يعلم ذلك بعد. سأحل مشكلة الجريمة بسرعة، تمامًا كما فعلت في العاصمة”.
المقترح قوبل برفض قاطع من المسؤولين المحليين، وعلى رأسهم حاكم الولاية جيه بي بريتزكر، الذي اعتبر تصريحات ترامب تدخلاً مرفوضًا في الشؤون المحلية. كذلك، رفض مسؤولو المدينة فكرة نشر القوات الفيدرالية في شوارع شيكاغو، مؤكدين أن الحل يكمن في إصلاح السياسات وليس في عسكرة المدن.
السياق السياسي والأمني
تأتي هذه التصريحات في وقت تشهد فيه الولايات المتحدة توترًا سياسيًا داخليًا مع اقتراب الانتخابات الرئاسية، وتصاعد الجريمة في عدد من المدن الكبرى. كما أن التحركات الأمنية التي يقودها ترامب تثير مخاوف من استغلالها كأداة دعائية لتعزيز صورته كرجل “القانون والنظام”.
جدير بالذكر أن إدارة ترامب كانت قد نشرت، في وقت سابق، قوات من الحرس الوطني في العاصمة واشنطن، بدعوى التصدي لتفشي الجريمة، في خطوة لاقت انتقادات واسعة من منظمات حقوق الإنسان ونواب في الكونغرس.