لم تمضِ دقائق على صدور بيان حركة «حماس» الذي أعلنت فيه استعدادها لبدء التفاوض فوراً من أجل الإفراج عن الرهائن وإنهاء الحرب على غزة، حتى سارع الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى نشر البيان عبر حساباته على مواقع التواصل الاجتماعي، في خطوة أثارت جدلاً واسعاً حول موقف واشنطن من الحرب الجارية.
ووفق تحليل أجرته شبكة «سكاي نيوز»، فإن صياغة بيان الحركة لم تكن بمثابة قبول صريح وواضح لخطة النقاط العشرين التي طرحها ترامب، إلا أن الأخير اختار تفسيرها كإشارة إيجابية نحو القبول، واعتبرها بمثابة انطلاقة جديدة نحو مفاوضات السلام في الشرق الأوسط.
ومن خلال المتحدثة باسمه، كارولين ليفيت، أكد ترامب أنه يرى في رد «حماس» قبولاً فعلياً للخطة التي اقترحها، رغم أن البيان لم يشر بشكل مباشر إلى الموافقة الكاملة.
وكتبت ليفيت عبر منصات التواصل الاجتماعي أن «الرئيس ترامب يرد على قبول (حماس) لخطة السلام التي طرحها»، وهو ما اعتُبر موقفاً لافتاً يعكس رغبة ترامب في تسريع خطوات الحل السياسي، حتى وإن لم يكن الرد الفلسطيني صريحاً في مضمونه.
ووفقاً للتحليل ذاته، فإن «حماس» قالت بشكل غير مباشر «نعم، ولكن»، بينما قرر ترامب التعامل مع هذه الصيغة على أنها قبول شامل للخطة.
ترامب يوجه رسالة حاسمة لإسرائيل
بعد نشر رد الحركة، عاد الرئيس الأميركي السابق ليُدلي بتصريح مفصلي جديد عبر منصاته الرسمية، لكن هذه المرة موجهاً حديثه مباشرة إلى إسرائيل.
وقال ترامب: «استناداً إلى البيان الصادر للتو عن (حماس)، أعتقد أنهم مستعدون لسلام دائم. يجب على إسرائيل أن توقف قصف غزة فوراً، لكي نتمكن من إخراج الرهائن بأمان وسرعة! الوضع حالياً خطير جداً للقيام بذلك نحن بالفعل في مرحلة مناقشة التفاصيل الأمر لا يخص غزة فقط، بل يتعلق بتحقيق السلام الذي طال انتظاره في الشرق الأوسط».
وأشارت «سكاي نيوز» إلى أن هذه التصريحات تمثل لحظة فارقة في الموقف الأميركي تجاه الصراع، إذ لم يسبق لأي رئيس أميركي، سواء ترامب نفسه خلال فترته الأولى أو جو بايدن من بعده، أن وجه دعوة مباشرة لإسرائيل بوقف العمليات العسكرية.
ووصفت الشبكة موقف ترامب بأنه «خطوة استثنائية وغير مسبوقة» في الخطاب الأميركي الرسمي.
موقف «حماس» وتطورات المفاوضات
في المقابل، كانت حركة «حماس» قد أعلنت أنها سلّمت الوسطاء ردها الرسمي على خطة ترامب، مؤكدة موافقتها على تسليم الأسرى الإسرائيليين، وتسليم إدارة قطاع غزة لهيئة فلسطينية من المستقلين.
وقال الناطق باسم الحركة طاهر النونو إن «تصريحات الرئيس ترامب لوقف القصف الإسرائيلي في قطاع غزة فوراً هي تصريحات مشجعة، و(حماس) جاهزة لبدء مفاوضات فورية لإنجاز عملية تبادل الأسرى، ووقف الحرب، وانسحاب الاحتلال الإسرائيلي من القطاع».
وفي منشور لاحق على منصته «تروث سوشيال»، جدّد ترامب موقفه قائلاً: «بناءً على البيان الصادر عن (حماس)، أعتقد أنهم مستعدون لسلام دائم. على إسرائيل أن تتوقف عن قصف غزة فوراً حتى نتمكن من إخراج الرهائن بأمان وبسرعة. من الخطير جداً القيام بذلك في الوقت الحالي».
وأضاف أن مناقشات تُجرى بالفعل بشأن تفاصيل الخطة، مؤكداً أن المسألة لا تتعلق بغزة فقط، بل بالسلام الذي طال انتظاره في الشرق الأوسط بأسره.
اقرأ ايضًا…ترامب يشكر مصر وقطر والسعودية والأردن على دورهم في دفع خطة السلام بغزة