كشفت تقارير إعلامية أن الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، يستعد لتقديم عرض جديد إلى إيران، بهدف إعادة إحياء المفاوضات بشأن برنامجها النووي، في خطوة وُصفت بـ”الفرصة الأخيرة”.
ترامب ومقترح الفرصة الأخيرة لإيران
ونقلت قناة i24 الإسرائيلية عن مسؤول أميركي قوله إن ترامب قد يطرح هذا العرض خلال الأيام القليلة المقبلة، مشيرًا إلى أن العرض سيكون “معدّلاً قليلاً وربما محسّناً مقارنة بالعروض السابقة، لإعطاء الإيرانيين انطباعًا جيدًا”، إلا أن المبادئ الأساسية ستبقى دون تغيير، وعلى رأسها: “لا تخصيب، ولا برنامج نووي”.

وأوضح المصدر أن إسرائيل حالياً خارج إطار المفاوضات، التي تجري بين واشنطن وطهران عبر وسطاء إقليميين.
هل طلبت إيران وساطة بشأن وقف الحرب مقابل استئناف المفاوضات؟
وفي سياق متصل، أفادت كل من صحيفة وول ستريت جورنال ووكالة رويترز، يوم الإثنين، أن إيران طلبت من عدد من الدول العربية، من بينها قطر والسعودية وسلطنة عمان، التوسط لدى إدارة ترامب للضغط على إسرائيل من أجل وقف فوري لإطلاق النار، مقابل إبداء طهران مرونة أكبر في المحادثات النووية.
ونقلت رويترز عن مصدر مطلع أن إيران أبدت استعدادها للانخراط بجدية في المفاوضات، شريطة التوصل إلى تهدئة عسكرية في المنطقة، وهو ما وصفه مراقبون بأنه تغير ملحوظ في لهجة طهران.
من جانبه، صرّح وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي، عبر حسابه على منصة “إكس” (تويتر سابقاً)، أن اتصالاً هاتفياً واحداً من واشنطن كفيل بإنهاء الحرب الحالية، وفتح الطريق أمام العودة إلى الدبلوماسية، وأكد أن إيران لم تبدأ الحرب، لكنها مستعدة للقتال حتى النهاية إذا لزم الأمر.
وفي تعليق من ترامب على هامش اليوم الأول من قمة مجموعة السبع في كندا، قال ترامب: الإيرانيون يريدون التفاوض، لكن كان عليهم القيام بذلك منذ وقت طويل. منحناهم 60 يوماً، وفي اليوم 61 قلت: لا توجد صفقة، مضيفًا : “الأمر مؤلم للطرفين، لكن يمكنني القول إن إيران لا تنتصر في هذه الحرب. عليهم التحدث قبل فوات الأوان”.
اقرأ أيضًا:
بعد اغتيال الصف الأول من القادة والمسؤولين الإيرانيين.. كيف تحدد إسرائيل أماكنهم بهذه السهولة؟
إيران تبلغ عُمان وقطر: لا مفاوضات مع واشنطن وسط استمرار الهجمات الإسرائيلية
ورغم نلك الأنباء التي تبشر بوجود اتفاق لوقف التصعيد في الحرب الدائرة بين إيران وإسرائيل، إلا أنه وفقا لشبكة CNN نقلا عن دبلوماسي إقليمي، فن إيران أبلغت كلًا من سلطنة عُمان وقطر، اليوم الإثنين، بأنها لن تنخرط في مفاوضات مع الولايات المتحدة في ظل استمرار “الهجمات الإسرائيلية” على مدنها، مؤكدة أن أي حوار لن يتم قبل استكمال ردها الانتقامي ضد إسرائيل.
وأوضح الدبلوماسي أن التقارير الإعلامية التي تحدثت عن طلب إيران من عُمان وقطر التوسط لدى واشنطن لتأمين وقف إطلاق نار مع إسرائيل واستئناف المحادثات النووية، “غير دقيقة”، مضيفًا أن طهران متمسكة بعدم الدخول في أي مفاوضات في الوقت الراهن.
ولم يحدد المصدر الإقليمي موعدًا لانتهاء الرد الإيراني، أو الخطوات التي تنوي طهران اتخاذها في هذا السياق.
عمان تعلن توقف المحادثات النووية بين إيران وأمريكا
وكان وزير الخارجية العُماني، بدر البوسعيدي، قد أعلن، السبت، عن إلغاء الجولة السادسة من المحادثات النووية بين إيران والولايات المتحدة، والتي كان من المقرر عقدها الأحد، مشددًا على أن “الدبلوماسية والحوار هما السبيل الوحيد لتحقيق السلام الدائم”.
وفي سياق متصل، ذكرت وكالة الأنباء العُمانية، يوم الإثنين، أن الرئيس الإيراني الجديد، مسعود بزشكيان، أكد خلال اتصال هاتفي مع سلطان عُمان، هيثم بن طارق، أنه يدعم الحلول الدبلوماسية، لكنه شدد على أن ذلك يجب أن يتم من خلال الحوار والتفاوض، في إشارة إلى تفضيل القنوات السلمية رغم التصعيد الراهن.
من جهته، كان وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي، قد صرّح في وقت سابق أن المفاوضات مع الولايات المتحدة “لا مبرر لها” في ظل ما وصفه بالقصف الإسرائيلي المستمر على المدن الإيرانية.
تصاعد المواجهات بين إيران وإسرائيل
جدير بالذكر أن المواجهة العسكرية المفتوحة بين إيران وإسرائيل دخلت يومها الرابع ما بين غارات وعمليات نوعية، وسط تصعيد غير مسبوق في وتيرة العمليات من الجانبين، ما يزيد المخاوف من انزلاق المنطقة إلى صراع واسع يهدد الأمن والاستقرار الإقليميين. ومع تزايد عدد الضحايا وتوسع رقعة الاشتباكات، تتسارع التطورات على الأرض وسط قلق دولي متنامٍ.
ومع استمرار التصعيد الحربي بين طهران وتل أبيب، تبدو المنطقة على حافة هاوية خطيرة، في ظل تصاعد العمليات العسكرية وتبادل الغارات، وتزايد الضحايا، وغياب مؤشرات حقيقية على قرب انتهاء النزاع، بينما تتابع القوى الدولية بقلق بالغ التطورات المتسارعة خشية تحولها إلى حرب شاملة قد تخرج عن السيطرة.