اعتبر الرئيس الأميركي دونالد ترامب، يوم الاثنين، أن إعلان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين نجاح اختبار صاروخ كروز يعمل بالدفع النووي أمر “غير مناسب”، في وقت لا تزال فيه الحرب الروسية الأوكرانية مشتعلة منذ نحو أربع سنوات.

وقال ترامب للصحافيين على متن طائرة “إير فورس وان” الرئاسية:“عليه أن يضع حدًا للحرب في أوكرانيا.
الحرب التي كان من المفترض أن تستغرق أسبوعًا واحدًا تقترب الآن من عامها الرابع. هذا ما يجب عليه فعله بدلاً من اختبار الصواريخ”.
ويأتي تصريح ترامب في ظل استمرار تعثر المحادثات بين موسكو وكييف، رغم الجهود الدبلوماسية التي تبذلها عدة دول، من بينها تركيا والصين، لإحياء مسار التفاوض المتوقف.
بوتين يعلن نجاح اختبار “بوريفيستنيك” النووي
وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قد أعلن، الأحد، أن بلاده أنهت التجارب النهائية لصاروخ كروز يعمل بالدفع النووي يعرف باسم “بوريفيستنيك”، واصفًا مداه بأنه “غير محدود”.
وأوضح بوتين أن الصاروخ ما زال بحاجة إلى بعض العمل قبل وضعه في حالة تأهب قتالية، لكنه أكد أن المهام الرئيسية في تطويره قد اكتملت بنجاح.
اقرأ أيضًا
الرئيس البرازيلي يتوقع اتفاقًا تجاريًا وشيكًا مع الولايات المتحدة
من جانبه، أبلغ رئيس هيئة الأركان الروسية فاليري غيراسيموف الرئيس بوتين أن الصاروخ ظل في الجو لمدة 15 ساعة أثناء اختباره في 21 أكتوبر، وقطع مسافة بلغت 14 ألف كيلومتر، مشيرًا إلى أن هذه ليست أقصى قدراته.

ويرى مراقبون أن هذا النوع من الصواريخ يمثل نقلة استراتيجية في منظومة الردع النووي الروسية، إذ يمكنه التحليق لفترات طويلة دون رصد، ما يعزز قدرات موسكو في مجال الدفاع والهجوم البعيد المدى.
تجدد الجدل حول سباق التسلح النووي
أثار الإعلان الروسي الجديد قلقًا دوليًا متزايدًا بشأن احتمال دخول العالم في سباق تسلح نووي جديد، خاصة بعد انهيار عدد من اتفاقيات الحد من الأسلحة بين موسكو وواشنطن خلال السنوات الماضية.
ويرى محللون أن تجربة “بوريفيستنيك” تأتي في توقيت حساس، في ظل تصاعد التوترات بين روسيا والغرب بسبب الحرب في أوكرانيا، وتزايد التهديدات النووية المتبادلة.
ترامب: إنهاء الحرب أولوية قبل أي لقاء مع بوتين
على الصعيد الدبلوماسي، أكد ترامب في تصريحات سابقة أنه لن يعقد لقاء جديدًا مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ما لم تُظهر موسكو نية واضحة لإنهاء الحرب في أوكرانيا، مشددًا على أنه “لن يضيع وقته” في محادثات غير مثمرة.
وأضاف ترامب أنه في حال عودته إلى البيت الأبيض في يناير 2025، فإنه سيعمل على وضع حد سريع للحرب الأوكرانية عبر مبادرات مباشرة تجمع جميع الأطراف على طاولة واحدة.
رد روسي وتحذير من التصعيد
في المقابل، نددت موسكو بما وصفته محاولات غربية لتقويض الحوار البناء مع الولايات المتحدة، مؤكدة أن روسيا ما زالت منفتحة على التفاهم “شريطة احترام سيادتها ومصالحها الأمنية”.
وأكدت الخارجية الروسية أن بلاده لن تتراجع عن تطوير أسلحتها الاستراتيجية طالما تواصل واشنطن وحلفاؤها توسيع وجودهم العسكري في أوروبا الشرقية.

بينما يحاول العالم استيعاب تداعيات التجربة الروسية الجديدة، يتزايد القلق من أن يؤدي تصاعد التوتر النووي والعسكري إلى إطالة أمد الحرب في أوكرانيا وتعميق الانقسام بين الشرق والغرب، في وقتٍ تتطلع فيه الدول الكبرى إلى تهدئة تُعيد الاستقرار إلى الساحة الدولية.
