صعّدت تركيا من لهجتها تجاه منصة بث الموسيقى العالمية “سبوتيفاي”، بعد تداول قوائم تشغيل أعدّها مستخدمون، يُزعم أنها تسخر من السيدة أمينة أردوغان، زوجة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، وتتناول معتقدات دينية حساسة بطريقة مهينة.
وفي تغريدة نشرها يوم الجمعة عبر منصة X (تويتر سابقًا)، هدد نائب وزير الثقافة التركي، الدكتور باتوهان مومجو، باتخاذ إجراءات قانونية ضد “سبوتيفاي”، متهمًا المنصة بـ”الإصرار على تجاهل التحذيرات الرسمية المتكررة” و”رفضها اتخاذ خطوات لإزالة محتوى مسيء وغير أخلاقي”.
تركيا تهدد “سبوتيفاي” بالمقاضاة
وقال مومجو، البالغ من العمر 42 عامًا، إن بعض قوائم التشغيل المنشورة على “سبوتيفاي” تندرج تحت ما وصفه بـ”الاستفزاز الخبيث”، مشيرًا إلى أنها “تُهين قيمنا الوطنية والدينية، وتستهدف معتقدات مجتمعنا”، على حد تعبيره.
وقد أرفق نائب الوزير تغريدته بمقطع فيديو يعرض بعض قوائم التشغيل المثيرة للجدل، من بينها قائمة تحمل عنوان “أغاني استمعت إليها أمينة أردوغان عندما انكسر صنبورها الذهبي”، وأخرى بعنوان “قائمة تشغيل فتيات أمينة أردوغان المثيرات”، واصفًا هذه القوائم بأنها “منحطة أخلاقيًا وغير مقبولة بأي مقياس”.
وتأتي هذه الإشارة إلى “الصنبور الذهبي” في سياق تقارير إعلامية وشائعات طويلة الأمد تزعم امتلاك الرئيس التركي وزوجته مراحيض ومرافق صحية مطلية بالذهب داخل القصر الرئاسي الفخم في حي بيشتيبي بالعاصمة أنقرة، الذي يضم أكثر من 1000 غرفة وتُقدّر تكاليف إنشائه بنحو 400 مليون جنيه إسترليني، وهو ما كان محل انتقاد واسع داخليًا وخارجيًا.
الرئيس أردوغان سبق أن نفى بشدة امتلاك قصره لأي مرحاض ذهبي، ودعا زعيم المعارضة الرئيسي، كمال كيليجدار أوغلو، في وقت سابق لزيارة القصر بنفسه، مؤكدًا استعداده للاستقالة في حال تم العثور على أي مرحاض ذهبي بداخله.
ولم تتوقف انتقادات مومجو عند القوائم الساخرة من زوجة الرئيس، بل شملت أيضًا محتويات أخرى وصفها بأنها “تُهين الرسول محمد بشكل مباشر وتستخف بالمقدسات الإسلامية، وتتعارض مع الروح المعنوية والقيم الروحية للمجتمع التركي”، وفق ما ورد في منشوره.
وأضاف مومجو أن “سبوتيفاي” ترفض الامتثال لطلب الحكومة التركية بإزالة هذا النوع من المحتوى، على الرغم من التحذيرات المتكررة، مضيفًا أن السلطات “تراقب أنشطة المنصة منذ فترة طويلة”.
أزمة سبوتيفاي في تركيا تثير الجدل
وفي تصعيد رسمي، دعا نائب الوزير “الهيئات المختصة” في الدولة إلى التحرك واتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة، معتبرًا أن “انعدام الرقابة والاستهتار بالمسؤولية من قبل سبوتيفاي تحوّلا الآن إلى قضية قانونية واضحة”.
وقد أثارت تغريدة مومجو جدلًا واسعًا على المنصات الاجتماعية، حيث تجاوز عدد مشاهداتها 2.4 مليون مشاهدة خلال ساعات، وتباينت ردود الأتراك ما بين مؤيد لموقف الحكومة ومنتقد له.
وكتب أحد المعلقين ساخرًا: “تخيل أن تحمل لقب نائب وزير الثقافة وأنت تمضي وقتك في البحث عن قوائم تشغيل على سبوتيفاي”، فيما رد آخر بلائحة تشغيل بعنوان “أغاني استمع إليها نائب وزير الثقافة التركي أثناء فتح تحقيق”.
كما ظهرت قائمة ساخرة بعنوان: “أغاني استمع إليها نائب الوزير أثناء إعداده للملاحقة القضائية”، تتضمن أغنيات من بينها “غير مسموح به” لفرقة TV Girl، و”A Bet on Losing Dogs” للفنانة ميتسكي.
وفي سياق منفصل، أعلنت هيئة المنافسة التركية في اليوم ذاته عن فتح تحقيق رسمي في ممارسات “سبوتيفاي” داخل السوق التركية، مشيرة إلى وجود “شبهات حول مخالفة المنصة لقوانين المنافسة، بما في ذلك منح ترويج غير عادل لبعض الفنانين، وتأثير سياساتها على توزيع الإيرادات داخل صناعة الموسيقى”.
وذكرت الهيئة أن التحقيق يهدف إلى التحقق مما إذا كانت المنصة قد انتهكت قوانين المنافسة عبر استراتيجيات تُخِل بعدالة السوق، مشيرة إلى أن الإجراءات تأتي ضمن متابعة أوسع لسلوك شركات التكنولوجيا العالمية العاملة في تركيا.
اقرأ أيضًا..
حكاية «الطفل المعجزة» ولد بجلد طفل عمره 5 سنوات وأبكت حالته الأطباء
شركة “سبوتيفاي” ترد في بيان
من جانبها، ردّت شركة “سبوتيفاي” ببيان مقتضب، أكدت فيه احترامها لكافة القوانين المحلية المعمول بها، وأعربت عن استعدادها الكامل للتعاون مع التحقيقات الجارية، على الرغم من “عدم وضوح نطاق التحقيق أو أهدافه حتى الآن”، بحسب نص البيان.
وأضافت الشركة أنها ساهمت في دعم صناعة الموسيقى التركية خلال عام 2024 بأكثر من ملياري ليرة تركية (نحو 25 مليون دولار أمريكي)، مشيرة إلى أن منصتها لعبت “دورًا محوريًا في تعزيز العائدات الفنية للموسيقيين الأتراك على المستوى العالمي”.
ولم يُشر بيان الشركة إلى الجدل المتعلق بقوائم التشغيل أو إلى تهديدات نائب وزير الثقافة، مكتفيًا بالتأكيد على التزامها بالشفافية والتعاون مع الجهات الرقابية في تركيا.
