تواصل فرق الإطفاء التركية، لليوم الثاني على التوالي، جهودها المكثفة لمواجهة حرائق غابات اندلعت في مناطق متفرقة من إقليم إزمير غربي البلاد، وسط ظروف مناخية صعبة ورياح قوية أججت ألسنة اللهب ونشرتها على نطاق واسع.

استمرار اشتعال النيران في مناطق واسعة
وبحسب ما أعلنه وزير الغابات التركي إبراهيم يومقلي، يوم الإثنين، فإن الحرائق التي اندلعت في كل من منطقتي كويوكاك ودوجانباي لم تهدأ خلال الليل، بل ازدادت شدة بسبب رياح عاتية بلغت سرعتها ما بين 40 و50 كيلومتراً في الساعة.
إخلاء قرى وأحياء سكنية كإجراء احترازي
وأوضح الوزير أن السلطات قامت بإخلاء أربع قرى وحيين سكنيين في محيط المناطق المشتعلة، في إطار إجراءات السلامة العامة، مضيفًا أن هذه الخطوة جاءت في ظل استمرار تمدد النيران واقترابها من المساكن والبنية التحتية الحيوية.
وأشار يومقلي إلى أن أكثر من ألف رجل إطفاء يشاركون في عمليات الإخماد، بدعم من عشرات المركبات البرية وطائرات مكافحة الحرائق، بما في ذلك طائرات الهليكوبتر المزوّدة بصهاريج مياه.
مشاهد الدمار والجهود المكثفة على الأرض
وأظهرت لقطات مصورة بثتها وسائل الإعلام المحلية مشاهد مروعة لألسنة اللهب التي تلتهم المساحات الحرجية، فيما بدت فرق الإطفاء وهي تستخدم جرارات زراعية مزودة بمقطورات مياه للتعامل مع النيران في المناطق الوعرة، إلى جانب الطائرات التي تحلق فوق مواقع الحريق وتلقي بالمياه على البؤر النشطة.
كما بدت أعمدة الدخان الكثيفة تتصاعد من المرتفعات والتلال المغطاة بالأشجار المتفحمة، ما يشير إلى حجم الخسائر البيئية التي لحقت بالمنطقة.
تغير المناخ يتسبب في تكرار الكارثة
وتأتي هذه الحرائق في سياق سلسلة من الكوارث المماثلة التي ضربت تركيا خلال السنوات الأخيرة، خاصة في المناطق الساحلية والغربية، حيث شهدت البلاد حرائق مدمرة صيفًا بعد صيف، في ظل ارتفاع درجات الحرارة وتراجع معدلات الأمطار.
اقرأ أيضًا
زلزال بقوة 5.8 درجة يضرب سواحل جمهورية الدومينيكان
ويربط العلماء هذه الظواهر المتكررة بـتغير المناخ العالمي، حيث يؤدي الاحتباس الحراري إلى تفاقم موجات الجفاف وزيادة احتمالات اندلاع حرائق الغابات في فصل الصيف، لا سيما في مناطق تعاني من نظم بيئية هشة.
السلطات التركية ترفع حالة التأهب
وأكدت وزارة الغابات أنها رفعت حالة التأهب القصوى في عدد من أقاليم البلاد، مشيرة إلى أن فرق الطوارئ تعمل بتنسيق مستمر مع وحدات الإنقاذ المحلية، فيما جرى إرسال تعزيزات إضافية من طائرات ومعدات إلى إزمير، تحسبًا لتوسع رقعة الحرائق نحو مناطق مأهولة بالسكان.
وفيما تتواصل التحقيقات للوقوف على الأسباب الدقيقة لاندلاع النيران، يبقى العامل المناخي هو العنصر الأكثر ترجيحًا في تفسير هذا النوع من الكوارث، خاصة مع الرياح الجافة والساخنة التي تسود المنطقة حاليًا.