أفادت تقارير صحفية بريطانية بوقوع عطل خطير في غواصة روسية نووية قرب الأراضي البريطانية، ما أثار حالة استنفار أمني وعسكري في المنطقة، الغواصة المعطلة هي “نوفوروسيسك”، التابعة للأسطول الروسي، والتي يبلغ طولها 74 مترًا ومزودة بصواريخ نووية، وقد وُصفت بأنها أصبحت “خطرًا متفجرًا” بعد تعرضها لتسرب كبير في نظام الوقود أجبرها على الصعود إلى السطح في مضيق جبل طارق.
وبحسب صحيفة “ديلي إكسبريس” البريطانية، وقع الحادث قبل أيام في واحد من أكثر الممرات الملاحية ازدحامًا في العالم. وذكرت قنوات روسية عبر تطبيق “تليغرام” أن هيكل الغواصة امتلأ بالديزل، وسط تحذيرات من “وضع كارثي”.

نقص الخبرة والقطع الفنية
أشارت مصادر عسكرية روسية غير رسمية إلى أن أفراد الطاقم لم يتلقوا تدريبًا كافيًا للتعامل مع الخلل الخطير في نظام إمداد الوقود، كما أن الغواصة لم تكن مزودة بقطع غيار لإصلاح العطل، الأمر دفع بعض البحارة للحديث عن خيار اضطراري يتمثل في تفريغ الوقود المتسرب في البحر الأبيض المتوسط، وهو ما أثار قلقًا دوليًا كبيرًا.
ورغم رفض البحرية الروسية التعليق رسميًا على الحادث، إلا أن أنظمة تتبع السفن مفتوحة المصدر وشهود عيان أكدوا أن الغواصة تحركت غربًا باتجاه المحيط الأطلسي بعد صعودها الاضطراري إلى السطح.
وتحدث أحد البحارة على متن الغواصة لمدونين عسكريين قائلاً: “تواجه نوفوروسيسك مشكلات فنية خطيرة، حيث يتسرب الوقود مباشرة إلى المخزن الداخلي، ما يشكل خطر انفجار داهم”.
وبالتوازي مع ذلك، شوهدت سفن حربية فرنسية وفرقاطة إسبانية وهي تتبع الغواصة في المنطقة، فيما رصدت رادارات الطيران عدة طائرات تابعة لحلف شمال الأطلسي (الناتو) تحلق فوق مضيق جبل طارق عقب الحادث.
قدرات الغواصة “نوفوروسيسك”
تُعد غواصة “نوفوروسيسك” من الطرازات الحديثة التابعة للأسطول الروسي في البحر الأسود، وتتميز بقدرات قتالية متقدمة، حيث تمتلك:
6 أنابيب طوربيد مع 12 عملية إعادة تحميل.
القدرة على إطلاق صواريخ كروز تفوق سرعة الصوت.
تقنيات تجعلها قادرة على تنفيذ مهام قتالية طويلة المدى في أعماق البحار.
وكانت الغواصة قد شوهدت مطلع العام الجاري قرب المياه البريطانية، حيث رافقتها البحرية الملكية البريطانية أثناء عبورها القناة الإنجليزية في يناير/كانون الثاني الماضي. كما عملت خلال الأسابيع الأخيرة في البحر الأبيض المتوسط برفقة القاطرة الروسية “جاكوب غريبيلسكي”، التي رُصدت بدورها مؤخرًا قبالة السواحل البرتغالية، ما يشير إلى أن الغواصة تتجه بالفعل نحو الأطلسي.
أهمية مضيق جبل طارق ومراقبة الناتو
يُعد مضيق جبل طارق واحدًا من أهم نقاط الاختناق البحرية في العالم، إذ تمر عبره معظم حركة الملاحة بين البحر الأبيض المتوسط والمحيط الأطلسي.
وتخضع المنطقة لمراقبة مكثفة من الناتو والبحرية الإسبانية، خصوصًا مع تزايد الأنشطة العسكرية الروسية منذ اندلاع الحرب في أوكرانيا.
وفي وقت سابق من الشهر الجاري، تعقبت قوات الناتو سفينة استخبارات روسية تُدعى “فيكتور ليونوف” أثناء مرورها عبر المضيق نفسه، ما يعكس حالة التأهب الغربي تجاه التحركات الروسية البحرية.
اقرأ أيضًا:
تفاصيل خطة ترامب لإنهاء الحرب في غزة.. 20 بنداً لإعادة الإعمار ونزع السلاح وإطلاق الرهائن
مخاوف من تداعيات كارثية
يثير تعطل غواصة نووية مسلّحة مثل “نوفوروسيسك” قلقًا عالميًا، ليس فقط من احتمال وقوع انفجار أو تسرّب وقود نووي في واحد من أكثر الممرات البحرية حيوية، بل أيضًا من إمكانية تأثير الحادث على التوازن العسكري في البحر المتوسط.
ويرى محللون أن أي تصعيد في مثل هذه الحوادث سيضاعف من حدة المواجهة غير المباشرة بين روسيا وحلف شمال الأطلسي في واحدة من أكثر النقاط الاستراتيجية حساسية.