وسط تقارير تفيد بأن حركة حماس قد تدعم الاقتراح، الذي يتضمن إطلاق سراح 28 رهينة إسرائيلية، وإجراء مفاوضات لإنهاء الحرب الدائرة منذ أكتوبر/تشرين الأول 2023. بدا أن جهود التوصل إلى وقف إطلاق نار مؤقت في حرب غزة تُحرز تقدمًا.
وأفادت وسائل إعلام مختلفة بشروط مماثلة للاتفاق، الذي يتضمن إطلاق سراح 10 رهائن أحياء و18 رهينة متوفين على مراحل خلال فترة هدنة مدتها 60 يومًا.
«تسليم 28 رهينة إسرائيلية»
وادعى تقرير لصحيفة تايمز أوف إسرائيل أن حماس وافقت على التخلي عن مراسم إطلاق سراح الرهائن العلنية، بينما قيل إن إسرائيل وافقت على تأجيل استئناف العمليات العسكرية طالما استمرت المحادثات لإنهاء الحرب.
ويُعتقد أن إسرائيل تتعرض لضغوط أمريكية شديدة للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار قبل زيارة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو إلى واشنطن لإجراء محادثات مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الأسبوع المقبل.
أشارت مصادر في الأيام الأخيرة إلى أن الجانبين أبديا مرونة في جميع القضايا، لكنهما ظلا عالقين بشأن مسألة إنهاء الحرب، حيث تُصر إسرائيل على أن تتمكن من استئناف هجومها على حماس، وتطالب الحركة بأن يُنهي أي اتفاق القتال بشكل دائم، والذي بدأ بهجومها على إسرائيل في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023.
وقال دبلوماسي مُطلع على المحادثات لوكالة أسوشيتد برس: “المؤشرات التي نتلقاها تُشير إلى أن الناس مُستعدون”، مُدعيًا أن هناك الآن “فرصة كبيرة” للتوصل إلى اتفاق.
إطلاق 28 رهينة إسرائيلية على 5 مراحل
ووفقًا لصحيفة نيويورك تايمز، سيتم إطلاق سراح الرهائن الـ 28 على خمس دفعات خلال فترة الستين يومًا؛ وكانت نسخة سابقة من الاقتراح ستتضمن إطلاق سراحهم في الأسبوع الأول من وقف إطلاق النار.
وصرح مسؤول مصري مُشارك في محادثات وقف إطلاق النار لوكالة أسوشيتد برس أن الاقتراح يدعو حماس إلى إطلاق سراح ثمانية رهائن أحياء في اليوم الأول من وقف إطلاق النار واثنين آخرين في اليوم الأخير.
وأشارت التقارير الإسرائيلية إلى أنه سيتم إعادة الرهائن القتلى على ثلاث دفعات بينهما. في حال اكتمال هذه العملية، سيبقى 22 رهينة محتجزين في غزة، يُعتقد أن 10 منهم على الأقل على قيد الحياة.
أفادت صحيفة نيويورك تايمز نقلاً عن مصدر إسرائيلي وفلسطيني أن حماس وافقت أيضاً على عدم إقامة احتفالات دعائية عامة تُعرض فيها الرهائن المُفرج عنهم.
وكانت حماس قد نظمت احتفالاتٍ بمناسبة تسليم الأسرى خلال هدنة سابقة في يناير/كانون الثاني وفبراير/شباط، مما أثار غضب إسرائيل والولايات المتحدة وأدانته المفوضة السامية لحقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة.
وأشارت التقارير إلى أنه سيتم إطلاق سراح الرهائن مقابل إطلاق إسرائيل سراح سجناء أمنيين فلسطينيين تحتجزهم وزيادة في إيصال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة.
ووصف مسؤول إسرائيلي الاتفاق بأنه اتفاق مدته 60 يوماً يتضمن انسحاباً إسرائيلياً جزئياً من غزة وزيادة في المساعدات الإنسانية إلى القطاع.
وقال المسؤول، الذي طلب عدم الكشف عن هويته، إن الوسطاء والولايات المتحدة سيقدمون ضمانات بشأن محادثات إنهاء الحرب، لكن إسرائيل لا تلتزم بإنهاء الحرب كجزء من هذا الاقتراح.
ضمانات من الوسطاء بعدم استئناف القتال
وبحسب صحيفة “الشرق الأوسط” السعودية، فإن المقترح يتضمن ضمانات من الوسطاء بعدم استئناف القتال طالما استمرت المفاوضات لإنهاء الحرب.
وأفاد التقرير، نقلاً عن مصدر مطلع على التطورات، أن حماس راضية عن الضمانات الواردة في مقترح وقف إطلاق النار.
ومن المتوقع أن تقدم الحركة ردها على الإطار المقترح يوم الجمعة، حسبما ذكرت “الشرق”. وقال المسؤول المصري إن حماس ستضطر إلى مراجعة المقترح مع الفصائل الأخرى قبل تقديم رد رسمي.
تحتجز الجماعات الفلسطينية 50 رهينة، أحياءً وأمواتاً، اختطفوا من جنوب إسرائيل في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، عندما اقتحم عناصر بقيادة حماس على مستوطنات الغلاف. كما أسفر الهجوم عن مقتل 1200 شخص، معظمهم من المدنيين، مما أشعل فتيل الحرب.
وزعم مصدر آخر مقرب من حماس لصحيفة “الشرق” أن المقترح الجديد المقدم للحركة لم يتضمن أي تغييرات جوهرية عن المقترح الذي قدمه الوسيط الأمريكي ستيف ويتكوف في مايو/أيار.
قال الدبلوماسي الذي تحدث إلى وكالة أسوشيتد برس إن خطاب ترامب الحاد تجاه إسرائيل بشأن الحفاظ على وقف إطلاق النار مع إيران “منح حماس بعض الثقة” بأن الولايات المتحدة ستضمن أي اتفاق مستقبلي وتمنع عودة القتال.
وأفادت كل من هيئة الإذاعة والتلفزيون الإسرائيلية (كان) والقناة 12 أنه في حال ردت حماس بشكل إيجابي، فسيكون فريق تفاوض إسرائيلي مستعدًا للتوجه فورًا إلى الدوحة لإجراء محادثات بوساطة تهدف إلى حسم نقاط الخلاف الأخيرة.
ومن بين هذه النقاط انسحاب القوات الإسرائيلية من غزة خلال فترة وقف القتال.
ووفقًا لصحيفة الأخبار اللبنانية، يدعو الاقتراح إلى عودة القوات الإسرائيلية إلى مواقعها التي احتلتها خلال وقف إطلاق النار الأخير.
في ذلك الوقت، ظلت قوات الدفاع الإسرائيلية متمركزة على طول ممر فيلادلفيا على الحدود المصرية، لكنها لم تُنشئ بعد ما يُسمى ممر موراج، وهو طريق يربط الشرق بالغرب ويقطع مدينتي رفح وخان يونس جنوب غزة، والذي أصرت إسرائيل حتى الآن على الاحتفاظ بسيطرتها عليه للقضاء على حماس في المنطقة الجنوبية من القطاع.
وذكرت الصحيفة أيضًا أن المساعدات ستُقدم “دون انقطاع” عبر الأمم المتحدة.
وقال المسؤول المصري إن الجانبين اتفقا على أن تقود الأمم المتحدة والهلال الأحمر الفلسطيني عمليات الإغاثة، وأن تستمر مؤسسة غزة الإنسانية، المدعومة من إسرائيل والولايات المتحدة، في العمل.
إحدى النقاط التي يبدو أنها حُسمت هي مسألة من سيدير غزة.
من سيدير قطاع غزة
صرحت إسرائيل بأن حماس لا تستطيع إدارة القطاع، وقال المسؤول المصري إن المقترح سيضع غزة تحت إدارة مجموعة من الفلسطينيين الذين لا انتماءات سياسية لهم، تُعرف باسم “لجنة دعم المجتمع”، بمجرد التوصل إلى وقف إطلاق النار.
يوم الأربعاء، تعهد نتنياهو بأنه “لن تكون هناك حماس… لا حماستان”، عقب خطة وقف إطلاق النار التي استمرت 60 يومًا. وطالبت إسرائيل الحركة بالتخلي عن السلطة ونزع سلاحها.
في مؤشر واضح على التغييرات القادمة، أفادت صحيفة التايمز البريطانية أن وسطاء قطريين طلبوا من كبار مسؤولي حماس في الخارج تسليم أسلحتهم الشخصية، في خطوة رمزية تُعدّ بمثابة موافقة على مطلب إسرائيل بنزع سلاح حماس، والذي رفضته الحركة حتى الآن.
وأضافت أن من بين كبار مسؤولي حماس الذين صدرت لهم تعليمات بتسليم أسلحتهم كبير المفاوضين والمسؤول البارز في المكتب السياسي، خليل الحية؛ وزاهر جبارين، زعيم حماس في الضفة الغربية المقيم في إسطنبول؛ ومحمد إسماعيل درويش، رئيس مجلس شورى حماس.
وأفادت القناة 12، دون ذكر مصدر، أن من بين الأسرى الأمنيين الفلسطينيين الذين يمكن إطلاق سراحهم مقابل الرهائن أولئك الذين رفضت إسرائيل إطلاق سراحهم في الماضي. كما ذكرت أن أي اتفاق لإنهاء الحرب بشكل كامل سيشمل إطلاق سراح جميع الرهائن المتبقين.
وذكرت صحيفة نيويورك تايمز أن وزير الخارجية جدعون ساعر صرّح للصحفيين في إستونيا يوم الأربعاء بوجود “مؤشرات إيجابية”.
قال ساعر إن هدف إسرائيل هو “بدء محادثات غير مباشرة في أقرب وقت ممكن”، في إشارة إلى مفاوضات بوساطة حول تفاصيل اتفاق وقف إطلاق النار.
أوضح ترامب لإسرائيل رغبته في انتهاء الحرب بين إسرائيل وحماس قريبًا. ورغم دعمه لنتنياهو، إلا أن ترامب وجه كلمات قاسية لإسرائيل في الساعات الأولى من وقف إطلاق النار الأسبوع الماضي مع إيران، عندما ضغط على إسرائيل لتقليص ردها على هجوم صاروخي إيراني. وقد يساعد ذلك في إقناع حماس بقبول اتفاق.
معارضة الائتلاف الإسرائيلي
مساء الأربعاء، أفادت شبكات التلفزيون الإسرائيلية الرئيسية أن الحكومة وافقت على الدخول في محادثات لإنهاء الحرب، مما يمثل تحولًا كبيرًا لأول مرة.
يواجه نتنياهو معارضة داخل ائتلافه للتوصل إلى وقف إطلاق نار من شأنه أن ينهي الحرب.
صرح وزير الأمن القومي إيتامار بن غفير، الذي استقال من الحكومة بسبب وقف إطلاق النار السابق، لكنه عاد عند استئناف القتال في مارس/آذار، لقناة “كان” يوم الخميس بأنه يعتقد أن الاتفاق المطروح على الطاولة أشبه بـ”استسلام”.
وقال بن غفير: “يجب ألا نوقف الحرب دون نصر”. “ما رأيك سيحدث إذا أوقفنا الحرب الآن؟ أن توزع حماس الزهور؟”
وحثّ حزب الصهيونية الدينية بزعامة وزير المالية بتسلئيل سموتريتش على التوحد ضد الاتفاق، وذلك بعد يوم من أول اتصال له بزميله المتشدد بشأن هذه القضية.
وقال: “لن أسمح بحدوث هذه الصفقة المتهورة”.
يوم الثلاثاء، أفادت إذاعة الجيش أن الائتلاف الحاكم يدرس دعوة حزب أزرق أبيض بزعامة بيني غانتس للانضمام إلى الحكومة إذا انسحب حزبا “عوتسما يهوديت” اليميني المتطرف بزعامة بن غفير و”الصهيونية الدينية” بزعامة سموتريتش بسبب اتفاق وقف إطلاق النار.
