تداول نشطاء عبر مواقع التواصل الاجتماعي مقاطع فيديو وصورًا صادمة توثق انتهاكات بحق أبناء الطائفة الدرزية في محافظة السويداء جنوب سوريا، ما فجّر موجة غضب عارمة دفعت الرئاسة السورية إلى إصدار بيان رسمي توعّدت فيه بمحاسبة المتورطين.
أظهرت المقاطع مشاهد دامية جاءت بالتزامن مع الانتشار العسكري الذي أعلنت عنه وزارة الدفاع السورية في السويداء، عقب اشتباكات عنيفة بين القوات الدرزية وعشائر بدوية مطلع الأسبوع، أسفرت عن مقتل نحو 30 شخصًا وإصابة العشرات، بينهم 18 جنديًا سوريًا.
في خضم هذه الأحداث، أطلق الشيخ حكمت الهجري، الزعيم الروحي للطائفة الدرزية، نداءً عاجلًا إلى المجتمع الدولي مطالبًا بتوفير حماية فورية، محذرًا في بيان مصوّر مما وصفه بـ«حرب إبادة شاملة» تستهدف أبناء الطائفة دعوته جاءت في ظل تصاعد التوترات ومخاوف من انزلاق الوضع إلى مواجهة طائفية واسعة.
أول رد رسمي من الرئاسة السورية على الأحداث الجارية
وفي أول تعليق رسمي، أصدرت الرئاسة السورية بيانًا أكدت فيه أن «الدولة تتابع باهتمام بالغ الانتهاكات المؤسفة التي طالت بعض المناطق في محافظة السويداء»، معتبرة أن هذه الأفعال «إجرامية وغير قانونية ولا يمكن القبول بها تحت أي ظرف».
وشدد البيان على التزام الحكومة بإجراء تحقيق شامل ومحاسبة كل من يثبت تورطه، مؤكدة أن «حقوق أهالي السويداء ستظل مصونة، وأن الدولة لن تسمح لأي طرف بالعبث بأمنهم واستقرارهم».
القوات الإسرائيلية تقصف مبنى وزارة الدفاع في سوريا
لكن التصعيد لم يتوقف عند حدود الداخل السوري، إذ نفذت إسرائيل، الأربعاء، سلسلة ضربات جوية عنيفة استهدفت العاصمة دمشق، في أكبر تدخل عسكري لها منذ بداية التوترات.
وشملت الهجمات مبنى وزارة الدفاع ومنطقة قريبة من القصر الرئاسي، ما أحدث صدمة كبيرة بعد أن بثت القنوات المحلية لحظة القصف على الهواء مباشرة، وأظهرت مذيعة الأخبار وهي تحتمي من النيران أثناء البث.
وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، نشر اللقطات على حساباته الرسمية مؤكدًا أن «الضربات الموجعة بدأت»، فيما أعلنت وزارة الصحة السورية إصابة 13 شخصًا على الأقل، بينهم مدنيان.
إسرائيل بررت عملياتها بأنها تهدف إلى حماية الطائفة الدرزية في ظل الاشتباكات الدامية التي اندلعت في السويداء بعد دخول القوات الحكومية إلى المنطقة.
وأكد كاتس أن العمليات ستستمر حتى انسحاب كامل للقوات السورية من مناطق الدروز، مضيفًا: «إلى إخواننا الدروز في إسرائيل، يمكنكم الاعتماد علينا لحماية إخوانكم في سوريا».
في المقابل، وصفت واشنطن الوضعفي سوريا بأنه «مثير للقلق» ودعت جميع الأطراف، بما فيها إسرائيل، إلى وقف التصعيد والعودة إلى الحوار، وسط مخاوف من تفجّر صراع إقليمي يهدد استقرار المنطقة برمتها.
تابع ايضًا..مشادة طائفية في السويداء تتحول إلى حرب إقليمية…التفاصيل كاملة