تصدرت الصحف العالمية في الأيام الأخيرة تحليلات وتحذيرات بشأن تصاعد التوترات في مناطق مختلفة من العالم، بدءاً من احتمال اندلاع مواجهة جديدة بين إسرائيل وإيران، وصولاً إلى التصعيد المتزايد بين روسيا وحلف شمال الأطلسي (الناتو) في ظل الحرب الأوكرانية، كما برزت ملفات داخلية أميركية تتعلق بسياسات إدارة الرئيس دونالد ترامب، خاصة فيما يخص العقوبات والإغلاق الحكومي.
واشنطن بوست: إسرائيل وإيران على شفا مواجهة
سلطت صحيفة واشنطن بوست الأميركية الضوء على تنامي المخاوف من هجوم إسرائيلي جديد ضد إيران، في ظل الضغوط الداخلية والتوترات الخارجية التي تواجهها تل أبيب.

ووفق التقرير، فإن العقوبات الدولية على طهران سيكون لها أثر بالغ على الاقتصاد الإيراني المتعثر، وهو ما تراهن عليه إدارة ترامب، باعتبار أن الضغط الاقتصادي سيجبر إيران على العودة إلى طاولة المفاوضات النووية.
لكن بعض الباحثين في شؤون الشرق الأوسط يرون أن تأخر استئناف المفاوضات بين واشنطن وطهران يزيد من احتمال اندلاع صراع جديد وتزايد التوترات، خاصة بعد تفعيل ما يعرف بـ”آلية الزناد”، التي قد تعيد فرض عقوبات أممية شاملة على إيران.
الناتو وروسيا.. اختبار الصبر
من جهتها، أجرت مجلة نيوزويك الأميركية مقابلة مع جنرال سابق في حلف شمال الأطلسي (الناتو)، حذر خلالها من خطورة إسقاط الطائرات الروسية المقاتلة التي قد تنتهك أجواء دول الحلف.
وأكد أن “روسيا تسعى لاستفزاز الناتو ودفعه إلى رد فعل مبالغ فيه”، مضيفاً أن التحدي الأكبر للحلف يتمثل في الحفاظ على رباطة الجأش، مع البقاء على أهبة الاستعداد لأي تطور.
وفي السياق ذاته، أشارت صحيفة إندبندنت البريطانية إلى تحديثات أدخلتها روسيا على صواريخها الباليستية، ما يجعلها أكثر قدرة على تجاوز أنظمة الدفاع الجوي الأوكرانية، بما في ذلك نظام “باتريوت” الأميركي، الذي أظهر محدودية في اعتراض بعض الصواريخ الروسية بحسب تقارير استخباراتية أميركية.
لوموند: بوتين يهدد برد حاسم
أما صحيفة لوموند الفرنسية فقد ركزت على خطاب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خلال قمة كوبنهاغن، حيث حذّر أوروبا من “رد حاسم” إذا استمرت في تسليح أوكرانيا وتكثيف دعمها العسكري.
وأضافت الصحيفة أن بوتين بدا أكثر عدوانية، لكنه لم يكشف صراحة عن طبيعة الرد الروسي، مكتفياً بالإشارة إلى الأزمات الداخلية في أوروبا مثل الاحتجاجات الشعبية.
وفسرت الصحيفة هذا الموقف بـ”الضغط المتزايد على روسيا”، سواء بسبب الأزمة الاقتصادية الناجمة عن العقوبات، أو نتيجة الهجمات الأوكرانية المتكررة بالطائرات المسيّرة على منشآت الطاقة الروسية، مما يزيد التوترات بمنطقة الناتو.
ذا هيل: خلافات داخلية حول سياسات ترامب
في الولايات المتحدة، تناول موقع ذا هيل معارضة بعض الجمهوريين في الكونغرس خطط إدارة ترامب الرامية إلى تسريح آلاف الموظفين وتجميد المنح الفيدرالية خلال فترة الإغلاق الحكومي.
ووفق التقرير، يخشى عدد من الجمهوريين أن تؤثر هذه السياسات سلباً على مشاريع حيوية ودوائر انتخابية يسيطرون عليها، محذرين من أن استراتيجية خفض الإنفاق عبر الإغلاق قد تأتي بنتائج عكسية على الحزب، فيما يسعى هؤلاء إلى تحميل الديمقراطيين المسؤولية عن استمرار الأزمة.
اقرأ أيضًا:
أمريكا تعتزم توسيع دعمها الاستخباراتي لأوكرانيا لضرب العمق الروسي
تشير تغطيات الصحافة العالمية إلى أن العالم يقف أمام مشهد متوتر متعدد الأبعاد، ما بين احتمال اندلاع مواجهة عسكرية جديدة بين إسرائيل وإيران مع استمرار الضغوط الاقتصادية والدبلوماسية.

التصعيد المستمر بين روسيا والناتو في ظل تحديات الحرب الأوكرانية وتحديث القدرات العسكرية الروسية، والضغوط الاقتصادية والسياسية على إدارة ترامب داخلياً، في ظل الجدل حول الإغلاق الحكومي.
هذه الملفات مجتمعة تعكس حالة عدم الاستقرار والتوترات الدولية، وتؤكد أن الفترة المقبلة قد تحمل مزيداً من التوترات الإقليمية والدولية.