تتجه منطقة البحر الكاريبي نحو أزمة جديدة بين موسطكو وواشنطن، بعدما أعلنت الولايات المتحدة عن امتلاكها تفويضًا لشن ضربات في المنطقة ضد ما تصفه بـ”شبكات تهريب المخدرات”، في حين نددت روسيا بهذه العمليات وحذرت من تداعياتها الواسعة على استقرار المنطقة.
تفويض أمريكي بتوجيه ضربات في الكاريبي
قال وزير الحرب الأمريكي (المسمى الجديد لوزير الدفاع) بيت هيغسيث، في مقابلة مع شبكة فوكس نيوز اليوم الأحد، إن الجيش الأمريكي حصل على تفويض رسمي يسمح له بتوجيه ضربات في البحر الكاريبي، موضحًا أن العمليات تستهدف سفنًا يشتبه في حملها مواد مخدّرة قبالة سواحل فنزويلا.

وجاء هذا التصريح بعد تنفيذ الجيش الأمريكي غارة جديدة يوم الجمعة، أدت إلى مقتل أربعة أشخاص، في رابع هجوم من نوعه خلال الأسابيع الأخيرة.
تنديد روسي حاد
في المقابل، أعربت روسيا عن رفضها الشديد لهذه الهجمات. فقد انتقد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الضربة الأمريكية الأخيرة، وذلك خلال اتصال هاتفي مع نظيره الفنزويلي إيفان جيل.
وجاء في بيان صادر عن وزارة الخارجية الروسية: “الوزيران عبّرا عن قلقهما البالغ من تصعيد واشنطن لأفعالها في البحر الكاريبي، وهو ما قد تكون له عواقب واسعة النطاق على المنطقة”.

فنزويلا تتهم واشنطن: “استفزاز عسكري مباشر”
من جانبها، اتهمت الحكومة الفنزويلية الولايات المتحدة بالتصعيد العسكري، بعد رصد طائرات حربية أمريكية تحلّق على بعد 46 ميلاً فقط من سواحلها الشمالية. ووصفت كاراكاس هذه الخطوة بأنها “استفزاز مباشر” يهدف إلى ترهيب حكومة الرئيس نيكولاس مادورو.
تزامن ذلك مع تقارير رصدتها صور الأقمار الصناعية وتحليلات دفاعية، تشير إلى أن واشنطن قامت خلال الأسابيع الماضية بنشر طائرات شبحية، ووحدات من مشاة البحرية، وسفن حربية بين بورتو ريكو وشرق الكاريبي.
اقرأ أيضًا:
خلاف ترامب ونتنياهو حول رد حماس على خطة السلام.. مكالمة متوترة انتهت بتفاهم مشترك
كما أعادت الولايات المتحدة تأهيل قواعد عسكرية قديمة في بورتو ريكو، في خطوة يراها مراقبون جزءًا من استراتيجية استعداد لتدخل محتمل في فنزويلا.

ما وراء التحركات الأمريكية في الكاريبي
ترى إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أن نظام مادورو متورط في شبكات الجريمة المنظمة وتهريب المخدرات، وهو ما تستخدمه واشنطن ذريعة لتبرير الحشد العسكري المتزايد في الكاريبي.
وبحسب خبراء، فإن هذه التحركات لا تقتصر على “الردع العسكري”، بل تحمل أيضًا رسالة استعداد فعلي لـ خيار التدخل المباشر، إذا فشلت الضغوط السياسية والدبلوماسية في إحداث تغيير داخل فنزويلا.