تسببت تصريحات الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون حول قضية الكاتب الجزائري الذي يحمل الجنسية الفرنسية بوعلام صنصال، غضبا عامرا على المستوى الرسمي والسياسي بل والشعبي أيضًا في الجزائر، واعتبرتها الحكومة الجزائرية “تدخلاً صارخاً وغير مقبول في شؤونها الداخلية”.
الجزائر: تصريحات ماكرون بخصوص بوعلام صنصال تدخل في شؤوننا الداخلية
وفي بيان أصدرته وزارة الخارجية الجزائرية اليوم الثلاثاء، أعربت الحكومة عن استغرابها الشديد من تصريحات ماكرون، واعتبرتها “إساءة تعكس استخفافاً غير مقبول”. وأضاف البيان: “نستنكر بشدة هذه التصريحات وندينها لما تمثله من تدخل مرفوض في قضية سيادية”.
وأكدت الخارجية الجزائرية أن القضية “لا تتعلق بحرية التعبير كما يدعي الرئيس الفرنسي، بل هي مسألة قانونية تتصل بالمساس بالسلامة الإقليمية للجزائر، وهي جريمة يعاقب عليها القانون في دولة ذات سيادة”.
وكان الرئيس الفرنسي قد صرح خلال المؤتمر السنوي للسفراء الفرنسيين أن “الجزائر تسيء إلى سمعتها بعدم الإفراج عن الكاتب بوعلام صنصال”، واصفاً إياه بأنه “رجل مريض يحتاج إلى العلاج”. وأعرب عن أمله في أن تقوم الحكومة الجزائرية بإطلاق سراحه، مؤكداً على محبة فرنسا للشعب الجزائري وتاريخه.
يُشار إلى أن صنصال، البالغ من العمر 76 عاماً، قد اعتُقل في مطار الجزائر الدولي في نوفمبر الماضي. ويواجه تهمة تتعلق بالمساس بأمن الدولة وسلامة الوحدة الترابية، استناداً إلى المادة 87 مكرر من قانون العقوبات الجزائري، وذلك إثر تصريحات مثيرة للجدل ادعى فيها أن جزءاً من الأراضي الجزائرية كان تابعا لدولة أخرى.

ردود أفعال سياسية في الجزائر
في السياق ذاته، استنكر حزب “الكرامة” الجزائري تصريحات ماكرون، مؤكداً أن “لا أحد يحق له إعطاء الجزائر دروساً، فهي أستاذة في الأخلاق والشرف”.
وأشار الحزب في بيان له إلى أن “ماكرون أقحم نفسه في قضية داخلية تتعلق بموقوف أمام العدالة الجزائرية بتهم تمس الوحدة الوطنية”، وأوضح أن الرئيس عبد المجيد تبون كان قد أكد سابقاً في خطاب واضح أن هذه القضية شأن سيادي يتعلق بثوابت الأمة الجزائرية.
كما أدان الحزب ما وصفه بـ”الضجة الإعلامية الفرنسية الموجهة لمحاولة الضغط على الجزائر”، مشيراً إلى استمرار القضايا العالقة بين البلدين، مثل جماجم الشهداء المحتجزة في فرنسا، والألغام والنفايات النووية التي خلفها الاستعمار الفرنسي في الأراضي الجزائرية.
وختم حزب الكرامة الجزائري بيانه قائلاً: “تصريحات ماكرون التي تجمع بين مغازلة الشعب الجزائري والتدخل في شؤونه، لن تنجح في تغيير الحقائق أو التأثير على السيادة الوطنية”.
اقرأ أيضًا:
المبعوث الأمريكي الجديد للشرق الأوسط سيتوجه إلى الدوحة الأسبوع المقبل