أثارت تصريحات نتنياهو عن السعودية التي دعا فيها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى إقامة دولة فلسطينية على أراضي السعودية، موجة واسعة من الإدانات الرسمية والشعبية في العالم العربي، معتبرة أنها تمثل اعتداءً صارخًا على السيادة السعودية وانتهاكًا للقوانين الدولية.
مصر: تصريحات نتنياهو عن السعودية غير مسؤولة وانتهاك للسيادة
أدانت مصر بأشد العبارات تصريحات نتنياهو عن السعودية، ووصفتها بأنها “غير مسؤولة ومرفوضة جملة وتفصيلًا”، معتبرة أنها تحريض مباشر ضد المملكة العربية السعودية وانتهاك واضح لسيادتها. وأكدت وزارة الخارجية المصرية أن هذه التصريحات تشكل خرقًا صارخًا للقانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة، مشددة على أن أمن السعودية واستقرارها “خط أحمر” لا يمكن المساس به.

وأضاف البيان المصري أن هذه التصريحات تشكل تعديًا على الأعراف الدبلوماسية المستقرة، وانتهاكًا لحقوق الشعب الفلسطيني المشروعة، مجددًا التأكيد على أن إقامة دولة فلسطينية مستقلة يجب أن تكون على أراضي الضفة الغربية وقطاع غزة وعاصمتها القدس الشرقية، وفقًا لحدود الرابع من يونيو 1967.
الإمارات: رفض قاطع وتصريحات مستفزة
من جانبها، عبرت الإمارات عن “إدانتها واستنكارها الشديدين” لـ تصريحات نتنياهو عن السعودية، واصفة إياها بأنها “غير مقبولة ومستفزة”، وأكدت رفضها القاطع لهذه التصريحات التي تتنافى مع القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة.
وأكد وزير الدولة الإماراتي خليفة شاهين المرر على تضامن الإمارات الكامل مع السعودية، مشددًا على أن “سيادة المملكة خط أحمر”، ولا يمكن القبول بأي محاولة للمساس بها. كما جدد دعم بلاده الثابت للحقوق الفلسطينية، محذرًا من خطورة الأنشطة الاستيطانية الإسرائيلية التي تهدد الاستقرار الإقليمي وتقوض فرص السلام والتعايش.
ودعا المرر المجتمع الدولي والأمم المتحدة إلى اتخاذ موقف حاسم ضد مثل هذه التصريحات، مشددًا على ضرورة إيجاد حل سياسي جاد يضمن إقامة دولة فلسطينية مستقلة ذات سيادة.
منظمة التحرير الفلسطينية: تصريحات مرفوضة واستهداف للسيادة السعودية
في السياق ذاته، نددت منظمة التحرير الفلسطينية بتصريحات نتنياهو عن السعودية، واعتبرتها “خرقًا للقانون الدولي والمواثيق الدولية”. وقال أمين سر اللجنة التنفيذية للمنظمة، حسين الشيخ، إن “دولة فلسطين لن تكون إلا على أرض فلسطين”، مؤكدًا تقدير القيادة الفلسطينية لموقف السعودية الداعم للقضية الفلسطينية والملتزم بحل الدولتين كسبيل لتحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة.
السعودية تؤكد موقفها الثابت
من جهتها، أكدت المملكة العربية السعودية مجددًا موقفها الثابت بعدم إقامة علاقات دبلوماسية مع إسرائيل قبل تحقيق الدولة الفلسطينية المستقلة، وفقًا لما أعلنه بيان وزارة الخارجية السعودية. وأكدت الرياض أن “هذا الموقف ليس محل تفاوض أو مزايدات”، في إشارة إلى رفضها أي محاولات للالتفاف على حقوق الشعب الفلسطيني.
تصريحات نتنياهو تُشعل غضبًا على منصات التواصل الاجتماعي
تصريحات نتنياهو لم تثر فقط ردود فعل رسمية، بل أشعلت موجة غضب على منصات التواصل الاجتماعي، خصوصًا على موقع “إكس” (تويتر سابقًا)، حيث عبّر نشطاء سعوديون وعرب عن رفضهم القاطع لأي مساس بأراضي المملكة، مؤكدين دعمهم لإقامة دولة فلسطينية عاصمتها القدس الشرقية. كما أشادوا بمواقف القيادة السعودية الثابتة في دعم القضية الفلسطينية وحقوق الشعب الفلسطيني غير القابلة للتصرف.

مصر تستضيف قمة عربية طارئة لبحث القضية الفلسطينية
من المفترض أن تشهد القاهرة في 27 فبراير الجاري قمة عربية طارئة، دعا إليها الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، لبحث مستجدات القضية الفلسطينية والتأكيد على الثوابت العربية تجاههان حسب ما أعلن الإعلامي أحمد موسى خلال تصريحات تليفزيونية.
ومن جانبه، قال السفير حسام زكي، الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية، إن مشاورات مكثفة تُجرى حالياً لتحديد موعد القمة، مشدداً على أن رفض التهجير القسري للفلسطينيين يعد موقفاً ثابتاً في العقيدة العربية، ويمثل محاولة لتصفية القضية الفلسطينية.
وأكد زكي أن الجامعة العربية تعمل على حشد موقف عربي ودولي موحد لدعم إقامة الدولة الفلسطينية، موضحاً أن التضامن العربي متماسك، وأن الجميع يقف إلى جانب الفلسطينيين، خاصة مصر والأردن، في مواجهة محاولات التهجير.

وفي ذات السياق، كشف الإعلامي أحمد موسى خلال برنامجه “على مسؤوليتي”، أن القمة المرتقبة ستكون من بين الأهم في تاريخ القمم العربية الطارئة، نظراً لحساسية الأوضاع الراهنة في ظل المتغيرات الإقليمية والدولية.
وأشار إلى أن القمة ستشهد مشاركة قادة وزعماء الدول العربية، من بينهم ملك الأردن، ولي العهد السعودي، أمير قطر، ملك البحرين، ورؤساء الإمارات وتونس وفلسطين وموريتانيا، إضافة إلى ممثلين عن سوريا والمغرب وسلطنة عمان.
وأكد موسى أن القمة ستعكس وحدة الصف العربي خلف القضية الفلسطينية، في ظل ما وصفه بـ”الأطماع التوسعية” لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، والتحديات التي تفرضها الإدارة الأمريكية الجديدة على المنطقة.
وفي الأخير، تبقى فلسطين العنوان الأبرز للقمة، في ظل توافق عربي على دعم الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني، وتعكس ردود الفعل العربية الواسعة رفضًا قاطعًا لمحاولات المساس بالسيادة السعودية أو الالتفاف على حقوق الشعب الفلسطيني، وتظل المطالبة بإقامة دولة فلسطينية مستقلة وفق حدود 1967 الشرط الأساسي لأي عملية سلام حقيقية في المنطقة، في ظل استمرار الاحتلال الإسرائيلي بسياساته المثيرة للجدل.
اقرأ أيضًا:
بعد تسليم الرهائن الإسرائيليين.. نتنياهو يعود لإسرائيل ويتعهد بالقضاء على حماس