صعّد الملياردير الأمريكي والرئيس التنفيذي لشركتي “تسلا” و”إكس”، إيلون ماسك، من لهجته تجاه نواب الحزب الجمهوري، مهددًا بخوض مواجهة انتخابية ضدهم في الانتخابات التمهيدية المقبلة، على خلفية دعمهم لمشروع قانون ضخم أقرّه الرئيس دونالد ترامب، ما أثار قلقًا داخليًا في صفوف الحزب من التشتت والانقسام.

ماسك: “سأُسقطهم في الانتخابات التمهيدية”
في منشور عبر منصة “إكس”، قال ماسك إن الجمهوريين الداعمين للمشروع “سيخسرون انتخاباتهم التمهيدية العام المقبل، ولو كان هذا آخر شيء أفعله على وجه الأرض”، وانتقد ماسك مشروع القانون واصفًا إياه بـ”الإنفاق المجنون”، مشيرًا إلى أنه يرفع سقف الدين الأمريكي بمقدار خمسة تريليونات دولار، وهو رقم قياسي في تاريخ الولايات المتحدة، وأضاف: “نعيش في دولة حزب واحد، ونحتاج إلى حزب سياسي جديد يهتم فعلًا بالناس”.
كما أعرب ماسك عن دعمه للنائب توماس ماسي من ولاية كنتاكي، المعارض البارز لمشروع القانون، والذي دخل في خلاف مع ترامب مؤخرًا، مما يكشف عن تصاعد حدة الانقسامات داخل الحزب الجمهوري.
ردود فعل متباينة داخل الحزب الجمهوري
في مواجهة تهديدات ماسك، سارع عدد من المشرعين الجمهوريين إلى التقليل من أهمية تصريحاته، السيناتور روجر مارشال من ولاية كانساس صرّح: “سأختار تأييد ترامب على ماسك في أي يوم”، مضيفًا أن الجمهوريين “يتجاهلون” تهديداته، في السياق ذاته، قال مارك جيفرسون، المدير التنفيذي السابق للحزب الجمهوري في ويسكونسن، إن “ترامب لا يزال أكثر شعبية من ماسك داخل القاعدة الجمهورية”، مشككًا في تأثير ماسك الحقيقي على الساحة السياسية.
ترامب يرد: ربما ننظر في ترحيله
الرئيس دونالد ترامب، لم يقف صامتًا، بل لوّح باتخاذ إجراءات ضد ماسك، مشيرًا إلى إمكانية ترحيله، رغم حصوله على الجنسية الأمريكية، وقال ترامب خلال تجمّع بولاية فلوريدا: “ربما تنظر إدارة كفاءة الحكومة في أمر ماسك.. لا أعتقد أنه يجب أن يلعب هذه اللعبة معي”، كما لمّح إلى توجيه الجهات التنظيمية لفحص أعمال ماسك وشركاته، في تصعيد واضح للخصومة السياسية والشخصية بين الطرفين.
تحذيرات من آثار تمزيق الحزب
حذّر خبراء واستشاريون جمهوريون من أن الصراع الداخلي قد يعرّض الحزب لخسائر في الانتخابات المقبلة، وقال أحد الاستشاريين: “أخطر ما نفعله عندما نخسر هو إنفاق الموارد في حروب داخلية لا طائل منها”.
بدوره، أكد المانح الجمهوري بيل بين أن ماسك “محق” في انتقاده للعجز، لكن استخدام أمواله في محاربة الجمهوريين المحافظين سيؤدي إلى إضعاف الحزب وتقوية المعارضة الديمقراطية.
اقرأ أيضًا
فرنسا تحت النار.. موجة حر تتبعها حرائق ضخمة في عدة مقاطعات
تشكيك بجدية التهديدات
رغم التصعيد، يرى البعض أن تأثير ماسك السياسي لا يزال محدودًا، المانح الجمهوري الكبير إريك ليفين وصفه بـ”الهامشي”، مشيرًا إلى أن ماسك يفتقر إلى مرشحين أقوياء يمكنهم منافسة الجمهوريين الراسخين.
أما الخبير الاستراتيجي جيسون كابل رو، فحذّر من أن ماسك “قد يخسر قاعدته الجمهورية كما خسر الديمقراطيين، ويصبح رجلًا بلا قاعدة سياسية أو اقتصادية”.
تحوّل في العلاقة بين ماسك وترامب
تشكل تهديدات ماسك تحولًا مفاجئًا في العلاقة بينه وبين ترامب، حيث كان في السابق من أكبر الداعمين له، فقد أنفقت مؤسسته “أمريكا باك” عشرات الملايين لدعم ترامب في انتخابات 2024، كما لعب دورًا بارزًا في دعم الجمهوريين في ولايات متأرجحة مثل ويسكونسن.
ورغم ذلك، لا يزال ماسك يُظهر احترامًا لترامب في بعض القضايا، وكتب مؤخرًا: “الفضل لمن يستحق الفضل، نجح ترامب في حل عدة نزاعات دولية خطيرة”.