في خضم تصعيد عسكري غير مسبوق بين إيران وإسرائيل، كشف الكرملين، اليوم السبت، عن إجراء اتصال هاتفي بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونظيره الأميركي دونالد ترامب، تناول فيه الطرفان التوترات المتفاقمة في الشرق الأوسط، بالإضافة إلى الملف النووي الإيراني والوضع في أوكرانيا.
اتصال هاتفي بين بوتين وترامب لمناقشة تطورات التصعيد بين إيران وإسرائيل
وذكرت الرئاسة الروسية أن المكالمة الهاتفية، التي استغرقت نحو 50 دقيقة، شهدت “مناقشات معمقة” بشأن التصعيد العسكري في المنطقة. وأدان بوتين خلال الاتصال العمليات العسكرية الإسرائيلية ضد أهداف إيرانية، في حين عبّر ترامب عن قلقه البالغ إزاء ما وصفه بـ”الوضع المقلق للغاية” في الشرق الأوسط.

وأشار مصدر في الكرملين إلى أن الرئيسين ناقشا سبل استئناف المفاوضات المتوقفة حول البرنامج النووي الإيراني، معربين عن انفتاحهما على العودة إلى طاولة الحوار رغم الجمود الحالي.
وفي سياق متصل، أكد بوتين استعداد روسيا لمواصلة المحادثات مع أوكرانيا بعد 22 يونيو، في إطار الجهود الدبلوماسية الرامية إلى إنهاء النزاع المستمر منذ سنوات.
هجوم إسرائيلي واسع على إيران
وفي تطور عسكري هو الأخطر منذ عقود بين إيران وإسرائيل، شنت إسرائيل، فجر الجمعة، سلسلة من الهجمات الجوية والصاروخية على أهداف داخل الأراضي الإيرانية. وأفادت مصادر إسرائيلية بأن العملية، التي بدأت في الساعة 3:30 صباحاً بتوقيت طهران، استهدفت منشآت نووية، ومصانع للصواريخ الباليستية، إلى جانب مواقع تضم قادة عسكريين بارزين.

اقرأ أيضًا:
ضربة في قلب البرنامج النووي الإيراني… استهداف منشأة نووية و وطهران تتوعد برد “مؤلم”
ووصفت تل أبيب العملية بأنها “ضربة دقيقة واستباقية”، مشيرة إلى أنها تمثل بداية لـ”عملية مطوّلة تهدف إلى تحييد التهديد النووي الإيراني”.
الرد الإيراني: عملية “الوعد الصادق 3”
في المقابل، أعلنت إيران مساء الجمعة عن تنفيذ عملية عسكرية واسعة ضد إسرائيل، أطلق عليها اسم “الوعد الصادق 3″، شملت قصف عشرات الأهداف والمراكز العسكرية والقواعد الجوية الإسرائيلية.
ووفقاً لوكالة الأنباء الإيرانية الرسمية “إرنا”، فقد أطلق الحرس الثوري مئات الصواريخ الباليستية نحو “أهداف عسكرية وحيوية” في العمق الإسرائيلي، في أول رد مباشر على الهجمات الإسرائيلية التي استهدفت منشآت نووية ومواقع عسكرية إيرانية.

وأكد الحرس الثوري أن عمليته جاءت “رداً على العدوان الإسرائيلي”، متوعداً بالكشف عن تفاصيل إضافية خلال الساعات القادمة.
مخاوف من انفجار إقليمي
التصعيد المتبادل بين إيران وإسرائيل ينذر بانفجار واسع في المنطقة، في وقت تبذل فيه أطراف دولية، وعلى رأسها روسيا والولايات المتحدة، جهوداً لاحتواء الموقف. ولا تزال الأنظار متجهة إلى المجتمع الدولي، وسط دعوات متزايدة للتهدئة وتجنب انزلاق الشرق الأوسط إلى مواجهة شاملة.