تعد خطة ترامب خطوة مفصلية هامة وُصفت بأنها الأكثر جرأة منذ اندلاع حرب غزة، كشف الرئيس الأميركي دونالد ترامب من البيت الأبيض عن خطة شاملة لإنهاء الحرب، تجمع بين وقف فوري لإطلاق النار، وإطلاق سراح الرهائن، ونزع سلاح الفصائل، وإعادة إعمار القطاع تحت إدارة دولية انتقالية، الخطة التي تمتد عبر 20 بنداً مفصلاً، عكست محاولة لإعادة رسم مستقبل غزة سياسيًا واقتصاديًا وأمنيًا، وسط تساؤلات حول فرص نجاحها في ظل تشابك المواقف الإسرائيلية والفلسطينية والإقليمية.
تفاصيل خطة ترامب لإنهاء الحرب في غزة
وقد أعلن البيت الأبيض مساء الإثنين، عن خطة الرئيس الأميركي دونالد ترامب لإنهاء الحرب الدائرة في غزة، وذلك بالتزامن مع اجتماعه مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في واشنطن.

الخطة التي ضمّت 20 نقطة رئيسية، اعتُبرت بمثابة إطار شامل لإنهاء الصراع، تضمنت وقفاً فورياً للحرب، وانسحاباً مرحلياً للقوات الإسرائيلية، وإطلاق سراح الرهائن، ونزع سلاح الفصائل الفلسطينية، إلى جانب برنامج دولي لإعادة إعمار القطاع تحت إشراف هيئة انتقالية دولية جديدة برئاسة ترامب نفسه.
غزة خالية من الإرهاب ووقف فوري للحرب
تنص الخطة على أن تكون غزة منطقة “خالية من التطرف والإرهاب” لا تُشكل تهديداً لجيرانها، مع التأكيد على إعادة إعمارها وتنميتها لصالح سكانها.
وبموجب المقترح، فإن الموافقة من الطرفين تعني وقفاً فورياً للحرب، مع انسحاب القوات الإسرائيلية إلى خطوط متفق عليها، وتعليق جميع العمليات العسكرية بما في ذلك القصف الجوي والمدفعي.
إطلاق سراح الرهائن والسجناء
تُلزم الخطة إسرائيل بإعادة جميع الرهائن، أحياءً وأمواتاً، خلال 72 ساعة من قبول الاتفاق. وفي المقابل، تفرج إسرائيل عن:
250 أسيراً محكوماً بالمؤبد.
1700 معتقل من غزة منذ أحداث 7 أكتوبر 2023، بينهم النساء والأطفال.
مقابل كل رهينة إسرائيلي متوفى، تُسلّم إسرائيل رفات 15 فلسطينياً.

العفو عن عناصر حماس والممرات الآمنة
تنص الوثيقة على منح العفو لأعضاء حماس الذين يلتزمون بنزع السلاح والتعايش السلمي، مع توفير ممرات آمنة للراغبين في مغادرة القطاع إلى دول تستقبلهم.
المساعدات الإنسانية وإعادة الإعمار
تتعهد الخطة بفتح باب المساعدات فوراً، وفق ما نصت عليه اتفاقية 19 يناير 2025، بما يشمل:
إعادة تأهيل المياه والكهرباء والصرف الصحي.
تأهيل المستشفيات والمخابز.
إدخال المعدات اللازمة لإزالة الأنقاض وفتح الطرق.
ويتم توزيع المساعدات عبر الأمم المتحدة والهلال الأحمر والمؤسسات الدولية، مع خضوع معبر رفح لآلية رقابة مماثلة لتلك الواردة في اتفاقية يناير 2025.
حكومة انتقالية وهيئة دولية جديدة
من أبرز ما ورد في خطة ترامب:
إدارة غزة عبر لجنة تكنوقراطية فلسطينية مؤقتة، غير سياسية، لتسيير الخدمات العامة.
إشراف هيئة انتقالية دولية جديدة باسم “مجلس السلام”، يرأسها ترامب نفسه، مع شخصيات دولية بارزة مثل رئيس الوزراء البريطاني الأسبق توني بلير.
عمل الهيئة على وضع إطار إعادة الإعمار، وتأمين التمويل اللازم، إلى حين استكمال السلطة الفلسطينية إصلاحاتها واستعادة السيطرة على القطاع.
التنمية الاقتصادية ومنطقة حرة
تشمل الخطة إطلاق خطة تنمية اقتصادية بإشراف لجنة من الخبراء الذين أسهموا في تطوير “مدن حديثة مزدهرة” في الشرق الأوسط، مع التركيز على:
جذب الاستثمارات الدولية.
توفير فرص عمل جديدة.
إنشاء منطقة اقتصادية خاصة بتعرفة جمركية وأسعار تفضيلية.
نزع سلاح غزة وضمانات إقليمية
تركز الخطة على نزع سلاح غزة بالكامل تحت إشراف مراقبين مستقلين، بما يشمل:
تدمير الأنفاق ومنشآت إنتاج الأسلحة.
برنامج دولي لإعادة شراء ودمج المقاتلين السابقين.
ضمان التزام الفصائل بعدم الانخراط في الحكم أو الأنشطة المسلحة.
وسيقدم الشركاء الإقليميون ضمانات لتنفيذ الاتفاق، مع منع غزة الجديدة من تشكيل تهديد لجيرانها.
قوة استقرار دولية
تنص خطة ترامب لإنهاء الحرب في غزة على إنشاء قوة استقرار دولية مؤقتة (ISF) للانتشار في غزة، تتعاون مع:
قوات الشرطة الفلسطينية المدربة حديثاً.
الأردن ومصر اللتين تملكان خبرة في هذا المجال.
إسرائيل ومصر لتأمين الحدود ومنع تهريب السلاح.
اقرأ أيضًا:
نتنياهو يعتذر لقطر عن هجوم الدوحة ويبحث مع ترامب اتفاق غزة
الانسحاب الإسرائيلي التدريجي
تؤكد الوثيقة أن إسرائيل لن تضم غزة أو تحتلها، وستنسحب تدريجياً وفق جدول زمني مرتبط بنزع السلاح، وسيستمر وجود محيط أمني محدود حتى اكتمال عملية التأمين.
مسار سياسي وحوار بين الأديان
تشير الخطة إلى إطلاق:
عملية حوار بين الأديان لتعزيز قيم التسامح والتعايش.
مسار سياسي جديد بين الفلسطينيين وإسرائيل، يرتبط بإصلاح السلطة الفلسطينية وتقدم إعادة إعمار غزة، ويفتح الباب أمام تقرير المصير الفلسطيني وإقامة الدولة في المستقبل.
خطة ترامب لإنهاء الحرب في غزة تمثل رؤية أميركية جديدة تجمع بين الجوانب الأمنية والإنسانية والسياسية. فهي تربط وقف الحرب وإطلاق الرهائن بـ إعادة الإعمار ونزع السلاح، مع وضع غزة تحت إدارة انتقالية دولية برئاسة ترامب نفسه.
لكن تبقى مدى استجابة الأطراف الفلسطينية والإسرائيلية، ومدى قبول الأطراف الإقليمية والدولية بـ خطة ترامب، العامل الحاسم في إمكانية تحويل هذه الخطة من وثيقة على الورق إلى واقع عملي ينهي واحدة من أطول وأعقد أزمات الشرق الأوسط.