شهدت العاصمة السورية دمشق، مساء الأحد، هجومًا إرهابيًا دمويًا استهدف كنيسة مار إلياس في حي الدويلعة، أسفر عن مقتل ما لا يقل عن 19 شخصًا وإصابة العشرات، في أول تفجير من نوعه تشهده البلاد منذ سقوط نظام الرئيس السابق بشار الأسد في ديسمبر/كانون الأول الماضي.

تفجير انتحاري بكنيسة مار إلياس في دمشق

وقالت وزارة الداخلية السورية في بيان رسمي، إن “انتحاريًا يتبع لتنظيم داعش الإرهابي أقدم على الدخول إلى كنيسة القديس مار إلياس، حيث أطلق النار على المصلين قبل أن يفجّر نفسه باستخدام سترة ناسفة”، مؤكدة أن الهجوم أدى إلى وقوع خسائر بشرية كبيرة.

ووفقًا لما أفاد به الدفاع المدني السوري، فإن الحصيلة الأولية بلغت 15 قتيلًا، فيما ذكرت مصادر لاحقة في وزارة الداخلية أن عدد الضحايا ارتفع إلى 19 قتيلًا، إضافة إلى عشرات الجرحى، بينهم حالات حرجة، نُقلوا إلى مستشفيات العاصمة لتلقي العلاج.

شهود عيان: إطلاق نار عشوائي وتفجير انتحاري

وأفاد شهود عيان لوكالة “رويترز” بأن الكنيسة كانت مكتظة بالمصلين أثناء أداء قداس الأحد، حينما دخل المهاجم وأطلق النار عشوائيًا قبل تفجير نفسه. وأضافت الشهادات أن “الذعر عمّ المكان” وأن “الدمار داخل الكنيسة كبير”.

من جهتها، أوضحت وكالة الأنباء السورية “سانا” أن سيارات الإسعاف هرعت إلى الموقع على الفور لنقل الضحايا، فيما فرضت قوى الأمن الداخلي طوقًا أمنيًا واسعًا حول الكنيسة، وباشرت الوحدات المختصة التحقيقات وجمع الأدلة لكشف ملابسات الهجوم.

ويأتي تفجير كنيسة مار إلياس هذا بعد عدة حملات نفذتها قوات الأمن السورية ضد خلايا تابعة لتنظيم “داعش” في شمال البلاد، خاصة في محافظة حلب، ما يرجح أن يكون الهجوم ردًا على تلك العمليات الأمنية.

اقرأ أيضًا:

تفاصيل قرار الضربات الأمريكية على منشآت نووية إيرانية بأوامر من ترامب

المرصد السوري يحذر من خلايا إرهابية 

كما حذّر المرصد السوري لحقوق الإنسان سابقًا من وجود خلايا إرهابية نشطة في جنوب دمشق، تسعى إلى زعزعة الاستقرار واستهداف أماكن العبادة لضرب السلم الأهلي والطائفي في البلاد.

الهجوم أثار حالة من الغضب والحزن في الأوساط المسيحية داخل دمشق، واعتبر كثيرون أنه “استهداف مباشر للوجود المسيحي في البلاد”، فيما لم تصدر تعليقات رسمية من القوى الدولية حتى الآن.

ويُعد هذا الهجوم هو الأعنف من نوعه الذي يستهدف العاصمة السورية منذ سنوات، ويعيد إلى الأذهان موجة التفجيرات التي شهدتها البلاد خلال فترة الحرب التي اندلعت عام 2011.