سجلت الولايات المتحدة أكثر من 700 إصابة مؤكدة بمرض الحصبة حتى يوم الجمعة، في مؤشر مثير للقلق يعكس عودة انتشار الفيروس الذي كان يُعتقد أنه قد تم القضاء عليه محليًا منذ العام 2000.

الولايات المتحدة تشهد تفشيًا للمرض
وتشهد حاليًا تفشيًا نشطًا في ست ولايات، مع انضمام ولاية إنديانا مؤخرًا إلى قائمة الولايات المتأثرة، والتي تضم أيضًا تكساس ونيو مكسيكو وكانساس وأوهايو وأوكلاهوما.
وتُعرّف السلطات الصحية “التفشي النشط” بوجود ثلاث حالات إصابة مؤكدة أو أكثر في منطقة معينة، وهو ما تحقق في تلك الولايات الست خلال الأسابيع الماضية.
تكساس في الصدارة
ولاية تكساس تتصدر عدد الحالات هذا العام، حيث تم الإبلاغ عن 541 إصابة مؤكدة حتى الآن، بزيادة قدرها 60 حالة خلال الأسبوع الأخير فقط. ومن بين هذه الحالات المقلقة، توفي طفلان في سن المدرسة الابتدائية في منطقة ريفية غرب الولاية.
وقد ثبت أن الطفلين لم يتلقيا اللقاح المضاد للحصبة، وتوفيا بسبب مضاعفات مرتبطة بالفيروس.
ردًا على تفاقم الوضع، قام وزير الصحة الأمريكي، روبرت كينيدي، بزيارة المنطقة المتأثرة يوم الأحد، حيث التقى بالكوادر الصحية المحلية وتفقد مراكز الاستجابة.
كما أعادت “المراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض والوقاية منها” (CDC) نشر فريق طبي إلى غرب تكساس لتعزيز عمليات التوعية والاستجابة السريعة.
اقرأ أيضًا
مقتل رجل بالرصاص في مدينة عربية بإسرائيل وسط حالة من الغموض
حالة وفاة ثالثة في نيو مكسيكو ترفع مستوى القلق
في ولاية نيو مكسيكو، سجلت السلطات الصحية حالة وفاة ثالثة مرتبطة بالحصبة، وكانت لشخص بالغ لم يكن قد حصل على اللقاح. وتسلط هذه الحالة الضوء على خطورة المرض ليس فقط على الأطفال، بل أيضًا على البالغين غير الملقحين.
الفيروس يستهدف غير المطعمين
قال وزير الصحة روبرت كينيدي، خلال اجتماع حكومي نُقل مباشرة عبر التلفزيون يوم الخميس، إن “المرض ينتشر بشكل شبه حصري بين الأشخاص الذين لم يتلقوا التطعيم”، مؤكدًا أن معدلات الإصابة ترتفع على المستوى الوطني.
وشدد كينيدي على أن اللقاح يبقى الوسيلة الأكثر فعالية للحماية من الحصبة، لا سيما في ظل سهولة انتشار الفيروس في الأماكن المغلقة وعبر الهواء.
فيروس شديد العدوى
ينجم مرض الحصبة عن فيروس شديد العدوى، ينتقل من شخص لآخر من خلال الهواء عند السعال أو العطس أو حتى التنفس.
ويكفي أن يتواجد شخص مصاب في غرفة مغلقة حتى تنتقل العدوى إلى الآخرين خلال ساعتين، ما يجعل السيطرة عليه دون لقاح أمرًا بالغ الصعوبة.
وعلى الرغم من توفر لقاح فعّال وآمن، فقد تراجعت نسب التغطية بالتطعيم في بعض المناطق، خاصةً في المجتمعات الريفية أو بين من يرفضون التطعيم لأسباب دينية أو شخصية، وهو ما أدى إلى عودة ظهور المرض.
تحذيرات من موجات تفشي أوسع
مع هذا التصاعد المقلق في عدد الإصابات بالولايات المتحدة، تتزايد الدعوات من قبل السلطات الصحية الأميركية لتوسيع نطاق حملات التطعيم، خاصة بين الأطفال في سن الدراسة والبالغين الذين لم يتلقوا جرعتهم الثانية من لقاح الحصبة.
وقال كينيدي إن على الجميع التعاون لمنع انتشار أوسع للفيروس، محذرًا من أن الاستمرار في تجاهل التطعيم قد يؤدي إلى موجات أكبر يصعب احتواؤها في المستقبل القريب.