في ظل التقارب الأخبر بين موسكو وواشنطن، أعلن مدير جهاز المخابرات الخارجية الروسي، سيرغي ناريشكين، يوم الأحد، عن إجرائه اتصالًا هاتفيًا جديدًا مع مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (CIA)، جون راتكليف، وذلك في إطار مسار متواصل من الاتصالات بين الجانبين منذ مارس الماضي، في خطوة تعكس بداية تقارب دبلوماسي حذر بين موسكو وواشنطن، رغم الخلافات العالقة.
وقال ناريشكين، المقرب من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، خلال حديثه للتلفزيون الروسي الرسمي: “تحدثت هاتفياً مع نظيري الأميركي، واتفقنا على البقاء على اتصال مباشر متى اقتضت الحاجة، لمناقشة القضايا ذات الاهتمام المشترك”.

ورغم امتناعه عن الكشف عن تفاصيل فحوى المحادثة، إلا أن هذه الخطوة تأتي في وقت تشهد فيه العلاقات الروسية الأميركية تحركات جديدة، وسط الحرب المستمرة في أوكرانيا ومحاولات واشنطن وموسكو إعادة بناء جسور التواصل الأمني والدبلوماسي.
تواصل منتظم بين جهازي الاستخبارات بواشنطن وموسكو
ويُعد هذا الاتصال هو الثاني بين ناريشكين وراتكليف، بعد أول محادثة جرت بينهما في 11 مارس الماضي، والتي جاءت عقب عودة دونالد ترامب إلى البيت الأبيض مطلع العام الحالي.
وكان الطرفان قد اتفقا، وفقًا لما نقلته وكالة “تاس” الروسية في وقت سابق، على الحفاظ على اتصالات منتظمة، في ظل واقع سياسي وأمني معقد تشهده الساحة الدولية.
العلاقات الأميركية الروسية في ظل استمرار حرب أوكرانيا
ورغم هذه المؤشرات على تقارب نسبي، لا تزال الخلافات بين موسكو وواشنطن عميقة، خاصة فيما يتعلق بملف أوكرانيا. حيث تواصل الولايات المتحدة تقديم دعم استخباراتي وعسكري كبير لكييف، بما يشمل تزويدها بمعلومات استخباراتية ميدانية حاسمة، وذلك بعد أكثر من ثلاث سنوات على اندلاع الغزو الروسي واسع النطاق لأوكرانيا في فبراير 2022.
اقرأ أيضًا:
تأجيل جزئي لمحاكمة نتنياهو في قضايا الفساد
ويأتي التواصل بين قيادتي المخابرات الروسية والأميركية ضمن محاولات تهدئة الأجواء وتوسيع قنوات الحوار بين القوتين، في وقت تشهد فيه العلاقات الدولية حالة من التوترات الإقليمية المتصاعدة والصراعات المتشابكة، من أوكرانيا إلى الشرق الأوسط.
رغم صعوبة الملفات المطروحة، فإن فتح قنوات الاتصال بين جهازي الاستخبارات في موسكو وواشنطن قد يشكل مؤشرًا على رغبة متبادلة في منع المزيد من التصعيد، وتثبيت خطوط حمراء أمنية في سياق دولي مضطرب.