كشف موقع “أكسيوس” الأميركي، في تقرير نشره الثلاثاء، أن إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب تخطط لتولي مسؤولية إدارة الجهود الإنسانية في قطاع غزة، في ظل تعثر مفاوضات وقف إطلاق النار وتصاعد التحذيرات من كارثة إنسانية وشيكة في القطاع المحاصر.
ونقل الموقع عن مسؤولين أميركيين ومصدر إسرائيلي مطلع، أن المبعوث الأميركي الخاص، ستيف ويتكوف، أجرى زيارة إلى ميامي مؤخرا للقاء ترامب مباشرة، بعد جولة له في إسرائيل وقطاع غزة، لبحث تفاصيل خطة جديدة تستهدف زيادة التدخل الأميركي في ملف المساعدات الإنسانية.

واشنطن تتحرك بعد “فشل إسرائيلي” في إدارة الأزمة الإنسانية
وبحسب التقرير، قال مسؤول أميركي رفيع إن قرار تولي إدارة ترامب لهذا الملف جاء نتيجة شعور متزايد داخل البيت الأبيض بأن إسرائيل لا تدير الجهد الإنساني بشكل كافٍ أو فعال، ما يزيد من تفاقم أزمة المجاعة وسوء التغذية في غزة.
وأضاف المسؤول أن الرئيس ترامب “ليس مرتاحًا” لفكرة تولي الولايات المتحدة لهذه المهمة، لكنه “يرى أنه لا يوجد بديل واقعي”.
ترامب لا يريد رؤية أطفال يموتون جوعًا
ونقل التقرير عن المصدر نفسه أن الرئيس ترامب أصبح “مهووسًا” بما يصفه بـ”الكارثة الإنسانية” في غزة، حيث أبدى انزعاجه الشديد من التقارير التي تؤكد موت الأطفال بسبب الجوع ونقص الرعاية، قائلاً: “يريد ترامب أن تتمكن الأمهات من إرضاع أطفالهن. لا يحب ما يحدث، ولا يريد رؤية مزيد من الدماء”.

خطة إنسانية قيد التطوير.. لكن بدون إعلان رسمي بعد
ورغم تصريحات ترامب السابقة حول إطلاق خطة غذائية جديدة لغزة، فإن “أكسيوس” أشار إلى أن الخطة لا تزال غير مكتملة حتى الآن، بينما تواصل الإدارة جهودها لإعداد رؤية متكاملة لكيفية التدخل ميدانيًا، دون التورط في الصراع السياسي أو العسكري الدائر.
وأكد مسؤول أميركي ثان أن الإدارة ستتعامل مع هذا الملف بـ”حذر شديد”، لتجنب الغرق في تفاصيل النزاع، خصوصًا مع مؤشرات عن اتجاه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو نحو توسيع نطاق العمليات العسكرية.
اقرأ أيضًا:
حزب الله يرفض تسليم سلاحه وسط ضغوط أميركية وتحذيرات من تصعيد إسرائيلي
إسرائيل ترحب بالتدخل الأميركي “لتخفيف الضغط”
في المقابل، قال مسؤول إسرائيلي للموقع الأميركي إن تل أبيب على علم بخطة واشنطن لتولي زمام الأمور إنسانيًا، وترى في ذلك فرصة لتحسين الوضع الإنساني في غزة دون أن تتحمل هي التكلفة السياسية أو المادية.
وأضاف: “الأميركيون سينفقون الكثير من الأموال لتخفيف الكارثة. هذا سيساعدنا في تحسين الصورة، وتقليل الانتقادات الدولية المتعلقة بتقصير إسرائيل في إدارة الأزمة الإنسانية”.
تعثر سياسي وضغوط دولية متزايدة
يأتي هذا التطور في وقت وصلت فيه مفاوضات وقف إطلاق النار إلى طريق مسدود، وسط ازدياد الضغط الدولي على إسرائيل بسبب تدهور الأوضاع في غزة، وارتفاع معدلات المجاعة والأمراض، بحسب تقارير أممية حديثة.
ورغم أن الإدارة الأميركية لم تعلن رسميًا عن تبنيها لهذه الخطة، فإن تحركات ويتكوف وتصريحات المصادر تؤكد أن واشنطن تستعد لمرحلة جديدة من التدخل الإنساني، قد تمثل تحولًا كبيرًا في تعاطيها مع الملف الفلسطيني ـ الإسرائيلي، خاصة في ظل استمرار الحرب.