تتواصل المواقف الدولية المنددة بما وصف بـ حرب الإبادة والتجويع الإسرائيلية ضد الفلسطينيين في قطاع غزة، وذلك بعد أيام قليلة من إعلان الأمم المتحدة المجاعة رسمياً في القطاع. وبينما تتعالى أصوات السفراء والمسؤولين الأوروبيين السابقين للمطالبة بإجراءات صارمة ضد إسرائيل، حذرت روسيا وبرنامج الأغذية العالمي من تداعيات كارثية تهدد حياة ملايين الفلسطينيين.
رسالة أوروبية غير مسبوقة
في خطوة غير معهودة من حيث الحجم والتأثير، وقع 206 من السفراء والمسؤولين الأوروبيين السابقين، بينهم 96 سفيراً من ألمانيا وفرنسا وإيطاليا و74 آخرون مثلوا الاتحاد الأوروبي في الخارج، على رسالة مشتركة وُجّهت إلى رؤساء مؤسسات الاتحاد الأوروبي وزعماء الدول الأعضاء الـ27.

وجاء في الرسالة: “نعرب عن خيبة أملنا العميقة، حيث إنه في مواجهة الوضع المتردي في غزة لم يتخذ الاتحاد الأوروبي إجراءات معتبرة للضغط على إسرائيل لإنهاء حرب الإبادة الوحشية على غزة، واستئناف المساعدات الإنسانية الحيوية، وإنهاء احتلالها غير القانوني لكل من غزة والضفة الغربية”.
وتُعد هذه الرسالة الثانية من نوعها بعد بيان سابق في يوليو/تموز الماضي حمل توقيع 58 دبلوماسياً فقط، ما يعكس تصاعد حجم التنديد الأوروبي بالانتهاكات الإسرائيلية.
الموقف الروسي: وقف فوري لإطلاق النار
من جهتها، أصدرت وزارة الخارجية الروسية بياناً دعت فيه إلى وقف إطلاق النار بشكل عاجل وإدخال المساعدات الإنسانية دون عوائق. وأشارت الوزارة إلى أن المجاعة في غزة وصلت إلى مستوى قياسي، وأنها مرشحة للامتداد إلى خان يونس ودير البلح بحلول نهاية سبتمبر/أيلول الجاري.
وأضاف البيان أن الوضع يهدد حياة 132 ألف طفل دون سن الخامسة، بينهم 41 ألف طفل يعانون من سوء تغذية حاد. كما كشف أن أعضاء مجلس الأمن الدولي يعملون على مبادرة جديدة لطرح مشروع قرار إنساني بشأن غزة.
تحذيرات برنامج الأغذية العالمي
حذر برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة من أن المساعدات التي تسمح إسرائيل بدخولها إلى القطاع لا تزال “قطرة في بحر” مقارنة بحاجة السكان.
وقال نائب المديرة التنفيذية للبرنامج كارل سكاو إن نحو مئة شاحنة مساعدات تدخل يومياً خلال الأسبوعين الأخيرين، لكنه شدد على أن هذا الرقم “غير كافٍ على الإطلاق”، مؤكداً أن نحو 2.1 مليون فلسطيني بحاجة ماسة إلى مساعدات غذائية عاجلة.
إعلان رسمي عن المجاعة
وكان التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي المدعوم من الأمم المتحدة قد أعلن يوم الجمعة الماضي انتشار المجاعة في غزة، مؤكداً أن نحو 500 ألف فلسطيني في مدينة غزة يعانون منها حالياً. وأوضح التقرير أن التجويع بات وسيلة حرب ممنهجة يستخدمها الاحتلال الإسرائيلي لإخضاع السكان.
العمليات العسكرية الإسرائيلية وحرب الإبادة مستمرة
بالتوازي مع تفاقم الكارثة الإنسانية، يواصل جيش الاحتلال الإسرائيلي عملياته العسكرية وحرب الإبادة الجماعية في قطاع غزة. وتشمل هذه العمليات قصفاً وتدميراً واسع النطاق وتوغلات في أحياء الشجاعية والزيتون والصبرة شرق وجنوب مدينة غزة، إضافة إلى مخيم جباليا شمالاً، ما تسبب بتهجير آلاف الفلسطينيين.
ومنذ أكتوبر/تشرين الأول 2023، تشن إسرائيل حرباً واسعة على غزة بدعم أميركي، شملت القتل والتجويع والتدمير والتهجير القسري، متجاهلة قرارات محكمة العدل الدولية والنداءات الأممية بوقف الحرب.
اقرأ أيضًا:
حزب الله كلمة السر.. شروط نتنياهو للانسحاب من جنوب لبنان
حصيلة الخسائر البشرية
ووفقاً لأحدث إحصائية صادرة عن وزارة الصحة في غزة اليوم الثلاثاء، فقد خلفت الحرب أكثر من:
62 ألف شهيد،
158 ألف مصاب،
بينهم 303 شهداء جراء التجويع، منهم 117 طفلاً.
تؤكد التطورات الأخيرة أن غزة على حافة كارثة إنسانية غير مسبوقة، في ظل استمرار حرب الإبادة الجماعية والعدوان الإسرائيلي وتباطؤ الاستجابة الدولية. وبينما يطالب دبلوماسيون أوروبيون وروسيا بوقف إطلاق النار وضمان تدفق المساعدات، يرى مراقبون أن الضغط الدولي ما زال دون المستوى المطلوب لإنهاء المجاعة المعلنة رسمياً ولجم إسرائيل عن ممارساتها التي توصف بأنها جرائم حرب وإبادة جماعية.