في تصعيد خطير للتوترات العسكرية بين الجارتين النوويتين، أعلنت السلطات الهندية اليوم الاثنين عن قيام القوات الباكستانية بإطلاق النار بشكل مفاجئ على عدد من القطاعات الحدودية في ولاية “جامو وكشمير”، وذلك في خرق واضح لاتفاقيات وقف إطلاق النار الموقعة بين البلدين خلال السنوات الماضية.

الهند تؤكد إطلاق نار غير مبرر بعد حادث كشمير
ونقلت قناة “NDTV” الهندية عن مسؤولين حكوميين قولهم إن “إطلاق النار غير المبرر من قبل الجيش الباكستاني دفع القوات الهندية إلى الرد بشكل سريع وحاسم”، وذلك لحماية المواقع العسكرية والسكان المدنيين القاطنين قرب خط المراقبة الفاصل بين الجانبين.
اقرأ أيضًا
صاروخ حوثي يسقط قرب مطار بن غوريون «6 جرحى وإسرائيل تتوعد»
وأكد متحدث باسم وزارة الدفاع الهندية أن “القوات الباكستانية أقدمت خلال الليلة الماضية على فتح نيران أسلحتها الصغيرة على مواقع هندية في ثمانية قطاعات حيوية، شملت مناطق كوبوارا، بارامولا، بونش، راجوري، مندهار، ناوشيرا، سوندرباني، وأخنور، ضمن ولاية جامو وكشمير”، مشيراً إلى أن القوات المسلحة الهندية ردت بالشكل الذي تفرضه قواعد الاشتباك.
تدهور العلاقات الثنائية بعد أحداث باهالجام
يأتي هذا التطور العسكري الميداني بعد أيام من توتر دبلوماسي متصاعد، إذ أعلنت الهند في وقت سابق خفض مستوى علاقاتها الدبلوماسية مع باكستان، إلى جانب اتخاذ سلسلة من الإجراءات التصعيدية، كان أبرزها تعليق العمل بمعاهدة تقاسم مياه نهر السند التاريخية الموقعة عام 1960، وإغلاق المعبر الحدودي الرئيسي بين البلدين.
واتهمت نيودلهي السلطات الباكستانية بالمسؤولية غير المباشرة عن الهجوم الدامي الذي وقع في منطقة “باهالجام” الواقعة في الشطر الهندي من إقليم كشمير، والذي أسفر عن مقتل 26 شخصاً على الأقل، بينهم عناصر أمن ومدنيون، في واحدة من أعنف الهجمات التي شهدها الإقليم خلال السنوات الأخيرة.
كشمير بؤرة نزاع لا تهدأ
ويُعد إقليم كشمير أحد أكثر بؤر النزاع سخونة في القارة الآسيوية، حيث تتنازع الهند وباكستان السيادة عليه منذ استقلالهما عن التاج البريطاني عام 1947.
وقد خاض البلدان ثلاث حروب كبرى بسبب كشمير، فضلاً عن العديد من المناوشات العسكرية الحدودية، وعمليات التسلل والتفجيرات التي غالباً ما تعود لتأجيج التوتر بين الطرفين.
ويخضع الإقليم حالياً لواقع تقسيمي، حيث تسيطر الهند على الجزء الأكبر منه تحت مسمى “جامو وكشمير”، بينما تدير باكستان الشطر الآخر تحت اسم “آزاد جامو وكشمير”.
قلق دولي وتحذيرات من التصعيد
وتعليقاً على التطورات، أبدت جهات دولية خلال الأشهر الماضية قلقها من التوتر المستمر بين البلدين، محذّرة من إمكانية تحوّل الاشتباكات المحدودة إلى نزاع أوسع نطاقاً في منطقة حساسة نووياً، ما قد يهدد الأمن والاستقرار الإقليمي والدولي.
وفي ظل هذا التصعيد الجديد، تُطرح تساؤلات حول مستقبل الاتفاقيات الأمنية بين الجانبين، ودور القوى الكبرى في تهدئة النزاع، خاصةً في ضوء التوترات السياسية، والانقسامات الدينية، والخلافات التاريخية التي لا تزال تلقي بظلالها على العلاقات الهندية–الباكستانية.