كشف فريق بحثي من المعهد الهندي للعلوم، بالتعاون مع شركة ناشئة متخصصة في تكنولوجيا النانو، عن ابتكار علمي واعد قد يغيّر مستقبل علاج حساسية الأسنان جذرياً. التقنية الجديدة تعتمد على روبوتات نانوية مغناطيسية فائقة الدقة، قادرة على القضاء على الألم المزعج بشكل طويل الأمد، بخلاف العلاجات التقليدية التي تقدم حلاً مؤقتاً. ونُشرت تفاصيل الابتكار في دورية علمية مرموقة، مؤكدة أن هذا التطور قد يكون الخطوة الأهم منذ عقود في مجال صحة الفم والأسنان.
حساسية الأسنان… مشكلة تمس ربع سكان العالم
يعاني ما يقرب من واحد من كل أربعة أشخاص حول العالم من حساسية الأسنان، وهي حالة مؤلمة تنتج غالباً عن انكشاف طبقة العاج الداخلية بسبب تآكل المينا أو انحسار اللثة. هذا الانكشاف يفتح أنابيب دقيقة تصل مباشرة إلى نهايات الأعصاب، مما يجعل الأسنان شديدة التأثر بالمحفزات مثل المشروبات الباردة أو الساخنة وحتى تيارات الهواء، مسبباً آلاماً حادة ومفاجئة تؤثر على جودة الحياة اليومية. العلاجات التقليدية، مثل معاجين الأسنان المخصصة، توفر راحة مؤقتة وتحتاج إلى إعادة الاستخدام بشكل متكرر، وهو ما يجعل البحث عن حل جذري أمراً ملحاً.
روبوتات “CalBots”… حجم أصغر من البكتيريا
الروبوتات النانوية الجديدة، التي أُطلق عليها اسم CalBots، لا يتجاوز حجم الواحدة منها 400 نانومتر، أي أصغر من معظم أنواع البكتيريا. ورغم صغر حجمها، فإنها قادرة على أداء مهمة دقيقة للغاية: التغلغل داخل الأنابيب الدقيقة في طبقة العاج، والوصول إلى الأعصاب الحساسة لإغلاقها بشكل دائم بسدود صلبة تحاكي بنية مينا الأسنان الطبيعية.
آلية عمل دقيقة بتوجيه مغناطيسي
تعمل هذه الروبوتات تحت سيطرة مجال مغناطيسي خارجي، يوجهها نحو مناطق الضرر بدقة متناهية، لتتغلغل لمسافة تتراوح بين 300 و500 ميكرومتر داخل أنسجة السن. وهي مزودة بتركيبة علاجية خاصة تعيد تمعدن الأنسجة المتضررة، وتكوّن مادة ملء قوية ومتوافقة بيولوجياً. عند وصولها إلى العمق المطلوب، تتجمع الروبوتات لتشكيل حاجز متين يمنع وصول الحرارة أو البرودة إلى نهايات الأعصاب، مما يوفر راحة طويلة الأمد قد تستمر لسنوات.
نتائج مشجعة في التجارب المعملية والحيوانية
اختبرت التقنية على أسنان بشرية مستخرجة تعاني من انكشاف في طبقة العاج، وأظهرت النتائج قدرة الروبوتات على سد الأنابيب المكشوفة بشكل كامل. كما أُجريت تجارب على فئران مصابة بحساسية الأسنان، حيث عادت بعد العلاج لتناول الماء البارد دون إظهار أي مؤشرات على الألم. وأكد الفريق البحثي أن المواد المصنّعة للروبوتات آمنة بيولوجياً ولم تسبب أي آثار جانبية خلال الاختبارات.
آفاق واعدة نحو الاستخدام السريري
يرى العلماء أن هذه التقنية تمثل ثورة في الطب النانوي، إذ يمكن أن تمهّد الطريق لاستخدام روبوتات دقيقة في مجالات طبية متعددة، بما في ذلك إصلاح الأنسجة الدقيقة أو إيصال الأدوية مباشرة إلى مناطق الإصابة. ويأمل الفريق أن تنتقل هذه التقنية قريباً إلى مرحلة التجارب السريرية على البشر، مما قد يغير المفهوم التقليدي لعلاج حساسية الأسنان ويمنح المرضى حلاً دائماً لمشكلتهم.
اقرأ ايضًا…إيلون ماسك يهدد بمقاضاة أبل بتهمة احتكار تصنيفات متجر التطبيقات