تشهد جمهورية غينيا تفشيًا متسارعًا لمرض جدري القرود، مع اتساع نطاق الإصابات المؤكدة التي تجاوزت 307 حالات منذ الإعلان عن أول إصابة في سبتمبر الماضي، بحسب ما أفادت به السلطات الصحية الغينية لـ”راديو فرنسا الدولي”.

وأكدت الجهات الرسمية أن المرض آخذ في الانتشار، ما دفعها إلى إعلان حالة طوارئ صحية عامة واتخاذ إجراءات سريعة لمكافحة التفشي ومنع انتقال العدوى إلى دول الجوار.
مئات الإصابات بجدري القرود ومخاوف من اتساع الرقعة الجغرافية
وفق آخر البيانات الصادرة عن الوكالة الوطنية للأمن الصحي في غينيا:
307 إصابات مؤكدة بجدري القرود
116 حالة تماثلت للشفاء الكامل
7 حالات تصنف على أنها “حرجة” وتتلقى العلاج في مستشفيات متخصصة
1 حالة وفاة فقط سُجلت حتى تاريخه
461 حالة مشتبه بها لا تزال قيد الفحص المخبري والتحقيق الوبائي
وتُشير هذه الأرقام إلى أن المرض ينتشر بشكل تدريجي لكن مقلق، وسط جهود حثيثة لعزل المصابين وتتبع دوائر العدوى.
أول إصابة لطفلة في ماسينتا
تعود أولى حالات الإصابة المؤكدة إلى شهر سبتمبر 2024، عندما تم تشخيص إصابة طفلة تبلغ من العمر 7 سنوات في محافظة ماسينتا الواقعة جنوب غربي البلاد، وهي منطقة متاخمة للحدود مع سيراليون وليبيريا، ما أثار مبكرًا مخاوف من احتمال انتقال المرض عبر الحدود البرية.
ويُعتقد أن مصدر العدوى في تلك الحالة يعود إلى اتصال مباشر بحيوانات برية حاملة للفيروس، وهو ما يُعتبر سلوكًا شائعًا في المناطق الريفية التي تعتمد على الصيد كمصدر غذائي.
اقرأ أيضًا
الخارجية الروسية: الغرب لا يسعى بجدية لترسيخ السلام في أوكرانيا
إعلان حالة طوارئ صحية وخطة استجابة وطنية
على ضوء تطورات الوضع الوبائي، أعلنت السلطات في غينيا حالة طوارئ صحية عامة، وشرعت في تنفيذ خطة وطنية شاملة للاستجابة، تشمل:
تعزيز أنظمة المراقبة الوبائية في المناطق المتأثرة
تتبع المخالطين وإخضاعهم للفحص والعزل عند الضرورة
إطلاق حملات توعية مجتمعية للحد من السلوكيات الخطرة
دعم ميداني من منظمة الصحة العالمية لتوفير الإمدادات الطبية والتدريب الفني
وأكدت الوكالة الوطنية للأمن الصحي أنها تعمل على رفع كفاءة وحدات التشخيص المخبري، خاصة في المحافظات الحدودية، لتسريع عمليات الكشف والاستجابة المبكرة.
مخاوف من انتقال العدوى إقليميًا
تزايدت المخاوف من أن يؤدي التفشي المحلي إلى انتشار جدري القرود في الدول المجاورة، خصوصًا في ظل الترابط الإقليمي الكبير وحركة التنقل المستمرة بين الدول الواقعة في غرب إفريقيا.
ودعت منظمات إقليمية ودولية، بما في ذلك منظمة الصحة العالمية والمركز الإفريقي لمكافحة الأمراض والوقاية منها (Africa CDC)، إلى تعزيز التنسيق بين الدول وتبادل المعلومات الصحية، لمنع انتقال العدوى عبر الحدود وتعزيز الجاهزية الإقليمية.
جدري القرود هو مرض فيروسي نادر لكنه قابل للانتقال من الحيوان إلى الإنسان، وكذلك بين البشر من خلال التلامس المباشر مع سوائل الجسم أو الطفح الجلدي أو الأدوات الملوثة. وتُشبه أعراضه إلى حد كبير أعراض الجدري التقليدي، لكنها عادة أقل حدة، وتشمل:
حمى
صداع
آلام في العضلات والظهر
تضخم في العقد اللمفاوية
ظهور طفح جلدي مميز
وتتراوح فترة الحضانة ما بين 5 إلى 21 يومًا، بينما تستمر الأعراض لمدة 2 إلى 4 أسابيع في الغالب.