أثار قرار مدير متنزه تيروفول في جنوب غربي فرنسا جدلاً واسعاً بعد توجيه السلطات الفرنسية له تهمة «التمييز على أساس الأصل أو العرق أو الجنسية» عقب منعه مجموعة من الفتية الإسرائيليين من دخول المتنزه.
وتم احتجاز المدير لمدة 48 ساعة لدى الشرطة قبل أن يتم الإفراج عنه، فيما تستمر التحقيقات لفحص ملابسات الحادثة والتأكد من روايات جميع الأطراف المعنية.
تبريرات المدير
أكد المدير، في بيان رسمي لوكالة الصحافة الفرنسية، أن قراره كان «تقنياً تماماً» و«مرتبطاً بأسباب أمنية»، مشيراً إلى أن سوء الأحوال الجوية ووجود حاجز لغوي مع الأطفال ساهم في اتخاذ هذا الإجراء.
وأوضح أن الأطفال لم يُمنعوا من الدخول فعلياً، وأن إدارة المتنزه أبلغتهم مسبقاً وأعادت لهم قيمة التذاكر بالكامل في اليوم السابق، لتجنب أي لبس أو ضرر محتمل.
الإجراءات القانونية والتحقيقات
أوضح مكتب المدعي العام أن الأطفال الإسرائيليين المشاركين في المخيم الصيفي في إسبانيا، الذين تتراوح أعمارهم بين 8 و16 عاماً، توجهوا في النهاية إلى موقع سياحي آخر بصحبة مشرفيهم.
وتستمر التحقيقات في التحقق من الروايات المختلفة للأحداث، بهدف تحديد مدى التزام المتنزه بالقوانين الفرنسية المتعلقة بمكافحة التمييز وضمان حقوق الزوار.
ردود الفعل الرسمية
وصف وزير الداخلية الفرنسي الحادث بأنه «خطير»، مؤكداً على ضرورة أن يكون النظام القضائي صارماً، وقال: «لا يمكننا التغاضي عن أي شيء، خصوصاً مع تصاعد الأعمال المعادية للسامية».
وفي الوقت نفسه، أعربت بيرلا دانان، رئيسة المجلس التمثيلي للمؤسسات اليهودية في فرنسا (CRIF)، عن أسفها للحادث ووصفته بأنه «حادث بالغ الخطورة ومعادٍ للسامية»، داعية السلطات إلى التعامل بحزم مع أي ممارسات تمييزية ضد الجماعات اليهودية أو أي جنسيات أخرى.
السياق الاجتماعي والقانوني
تأتي هذه الواقعة في ظل تصاعد حساسيات مجتمعية حول قضايا التمييز والعنصرية في فرنسا، خصوصاً تلك المرتبطة بالديانات والجنسية.
ويستمر المجتمع الفرنسي والجهات القضائية في فرنسا في مراقبة الحوادث المشابهة لتحديد السياسات الواجب اتخاذها للحد من أي أعمال عنصرية أو معادية للسامية، وضمان تطبيق القانون بشكل عادل وشفاف على جميع الأفراد دون استثناء.
اقرأ ايضًا…تنديد دولي متصاعد بـ حرب الإبادة الإسرائيلية في غزة وسط تفاقم المجاعة