شهد سكان عدد من ضواحي العاصمة الروسية موسكو ليلة أمس ظاهرة سماوية غير مألوفة، حيث ظهرت في السماء كتلة مضيئة بلون أخضر لافت للنظر، ما أثار حالة من الجدل والتكهنات بين الأهالي ومستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي.
وقد وثق عدد من السكان المشهد عبر مقاطع فيديو انتشرت بسرعة كبيرة على الإنترنت، وأظهرت بوضوح جسماً يتحرك بسرعة عبر السماء، مشعًا بضوء قوي قبل أن يتلاشى تدريجيًا في الأفق.
تفسير علمي: نيزك صغير وراء الوهج المثير
من جانبه، قدّم عالم الفلك ورئيس معهد أبحاث الفضاء في أكاديمية العلوم الروسية، سيرغي بوغاتشيف، تفسيرًا علميًا لظهور هذا الجسم الغامض.
وقال في مقابلة مع وكالة “نوفوستي” الروسية إن الظاهرة على الأرجح ناتجة عن نيزك صغير يبلغ قطره نحو عشرة سنتيمترات دخل الغلاف الجوي للأرض بسرعة عالية.

وأوضح بوغاتشيف أن كثيرًا من الناس يستبعدون أن تكون الأجسام السماوية الصغيرة قادرة على إنتاج مثل هذا الوميض القوي، إلا أن الواقع العلمي يثبت العكس، فحتى الأجسام التي لا يتجاوز قطرها بضعة سنتيمترات يمكن أن تتسبب في توهج شديد عند احتكاكها بالغلاف الجوي بسبب الطاقة الحرارية العالية الناتجة عن دخولها بسرعة هائلة.
الضوء الأخضر ومكوناته المعدنية
وتابع بوغاتشيف موضحًا أن الشهب أو النيازك الصغيرة غالبًا ما تحتوي على جزيئات غبار دقيقة يقل حجمها عن مليمتر واحد، وهذه الجزيئات تحترق هي الأخرى عند دخولها الغلاف الجوي للأرض، ما يؤدي إلى ظهور خطوط ضوئية ساطعة في السماء.
أما اللون الأخضر المميز الذي لاحظه سكان موسكو، فيعود إلى عنصر النيكل الموجود في تركيب العديد من النيازك. فعند احتراق النيكل نتيجة الحرارة الشديدة، ينبعث منه ضوء أخضر زاهٍ يمكن رؤيته بالعين المجردة، وهو ما يفسر المشهد الذي أثار اهتمام المراقبين.
احتمال بديل: حطام فضائي يدخل الغلاف الجوي
وفي الوقت ذاته، لم يستبعد بوغاتشيف احتمال أن يكون الجسم المضيء حطامًا فضائيًا تابعًا لأحد الأقمار الصناعية أو المركبات المهجورة التي تدور في مدار الأرض.
وأشار إلى أن دخول مثل هذا الحطام الغلاف الجوي بسرعة منخفضة يؤدي غالبًا إلى احتراقه وتفككه إلى أجزاء صغيرة، ما ينتج عنه وهج مشابه لتوهج النيازك.
وتعد هذه الظاهرة شائعة نسبيًا في العقود الأخيرة بسبب تزايد كميات النفايات الفضائية الناتجة عن النشاط البشري في الفضاء.

مشاهدات متزامنة في مناطق روسية وكازاخية
رُصدت الظاهرة في عدة مناطق من ضواحي موسكو، من بينها دوبنا، ورامنينسكويه، وجوكوفسكي، ولوبيرتسي، وكراسنوغورسك، وأودينتسوفو، وفيدنويه.
وأظهرت التسجيلات التي نشرها السكان جسماً لامعًا بلون أخضر يقطع السماء بسرعة لافتة قبل أن يختفي عن الأنظار. كما أُفيد عن رصد أجسام مشابهة في أجواء كازاخستان في التوقيت نفسه تقريبًا، ما يرجح أن تكون الظاهرة مرتبطة بذات الحدث الفلكي.
وتخضع الصور والفيديوهات المنتشرة حاليًا لتحليل علمي من قبل المتخصصين في معهد أبحاث الفضاء الروسي لتحديد طبيعة الجسم بدقة ومسار دخوله إلى الغلاف الجوي.
اقرأ ايضًا…«المتحف المصري الكبير.. هدية مصر للعالم».. إصدار جديد يوثق رحلة المتحف نحو العالمية والاستدامة
