في أعقاب التصعيد العسكري الأخير بين إسرائيل وإيران الذي استمر لمدة 12 يومًا، كشف الجنرال الإسرائيلي المتقاعد تمير هيمان، الرئيس السابق لجهاز الاستخبارات العسكرية، ورئيس معهد دراسات الأمن القومي حاليًا، عن خمسة سيناريوهات استراتيجية تحدد ملامح العلاقة المستقبلية بين الطرفين، داعيًا إلى تبني استراتيجية تجمع بين الضغط العسكري والعمل الدبلوماسي.
سيناريوهات العلاقة بين إيران وإسرائيل
وجاءت تصريحات هيمان في وثيقة تحليلية نقلتها القناة 12 الإسرائيلية، أكد خلالها أن العمليات العسكرية الأخيرة قد حسّنت الوضع الأمني لإسرائيل على المدى القصير، لكنها لم تُنهِ التهديد الإيراني. وشدد على أهمية استثمار “الإنجازات العسكرية” الأخيرة في صياغة سياسة شاملة لمواجهة التحديات القادمة.

السيناريو الأول: سباق سريع نحو القنبلة
يتوقع هيمان أن تسارع إيران إلى تطوير سلاح نووي في حال اعتبر المرشد الأعلى علي خامنئي أن امتلاك القنبلة النووية بات ضرورة استراتيجية لحماية النظام. وحذّر من أن كميات اليورانيوم المخصب المتاحة حاليًا تجعل هذا السيناريو ممكنًا، رغم ما قد يترتب عليه من عزلة دولية وتحول إيران إلى “دولة منبوذة”.
السيناريو الثاني: اتفاق علني ومشروع نووي سري
يتحدث هذا السيناريو عن ازدواجية استراتيجية محتملة، إذ قد تسعى طهران إلى توقيع اتفاق نووي جديد مع الغرب، بالتزامن مع استمرارها سراً في تطوير قدرات نووية عسكرية. واعتبر هيمان أن هذا السيناريو من شأنه أن يعقّد مهمة أجهزة الاستخبارات الغربية، ويزيد من حالة الشك وعدم الثقة في التزامات إيران.

السيناريو الثالث: انسداد سياسي بلا اتفاق ولا أفق
يصف هيمان هذا المسار بأنه الأخطر من حيث الضبابية، حيث تفشل المفاوضات الدبلوماسية، وتُفرض على إيران عقوبات اقتصادية قاسية تجعلها تعيش تحت ضغط كبير، من دون أن تظهر بوادر لحل سياسي أو تراجع عن الطموحات النووية. ويطرح السؤال الأهم في هذا السياق: “أيهما يحدث أولاً: سقوط النظام الإيراني، أم امتلاك إيران للقنبلة النووية؟”
اقرأ أيضًا:
خامنئي يظهر علنًا لأول مرة منذ اندلاع الحرب مع إسرائيل.. طمأنة داخلية ورسائل للخارج
السيناريو الرابع: التخلي الكامل عن المشروع النووي
يرى هيمان أن تراجع إيران الكامل عن مشروعها النووي يبقى احتمالًا قائمًا، لكنه ضعيف جدًا، لأن التخلي عن البرنامج يتعارض مع العقيدة السياسية للنظام، الذي يعتبر المشروع النووي ركيزة لهيبته الإقليمية وأداة ردع أساسية.

السيناريو الخامس: انهيار النظام الإيراني
يُعد هذا السيناريو الأكثر تطرفًا، حيث يشير هيمان إلى أن سقوط النظام نتيجة الضغوط الاقتصادية والاجتماعية هو احتمال بعيد حاليًا، لعدم وجود مؤشرات وشيكة على انهيار وشيك، رغم تزايد الاحتجاجات الداخلية والتململ الشعبي. ومع ذلك، يضع هذا السيناريو ضمن الخيارات المطروحة في المدى البعيد.
دعوة لتحديث الاستراتيجية الإسرائيلية
وفي ختام الوثيقة، دعا الجنرال هيمان صُنّاع القرار في إسرائيل إلى تحديث الاستراتيجية الأمنية بما يتناسب مع المعطيات الجديدة، مشددًا على ضرورة الجمع بين الردع العسكري والعمل على تحشيد المجتمع الدولي من أجل فرض اتفاق نووي صارم يُحد من قدرات إيران، ويحفظ لإسرائيل ما وصفه بـ”الإنجازات التكتيكية” التي تحققت خلال التصعيد الأخير.