دعا الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو جوتيريش، إلى اغتنام ما وصفه بـ«الفرصة النادرة» التي تتيحها خطة السلام الأمريكية الجديدة لإنهاء الحرب الدائرة في قطاع غزة، مؤكدًا أن المجتمع الدولي أمام لحظة حاسمة تتطلب إرادة سياسية وشجاعة لاتخاذ قرارات مصيرية.

وقال جوتيريش في بيان رسمي صدر عن مكتبه إن «الاقتراح الذي قدمه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يقدم فرصة لا بد من اغتنامها لإنهاء الحرب المأساوية في غزة»، مضيفًا أن تحقيق وقف إطلاق نار دائم وإطلاق عملية سياسية ذات مصداقية يمثلان «السبيل الوحيد لمنع مزيد من إراقة الدماء والمعاناة».
اقرأ أيضًا
رئيس الوزراء الفرنسي يقدّم استقالته لماكرون بعد أسابيع من تعيينه
وأكد أن الأمم المتحدة ستواصل التزامها الراسخ بدعم كل الجهود الرامية إلى استعادة السلام والاستقرار في المنطقة، مشددًا على ضرورة توحيد المواقف الدولية خلف أي مبادرة جادة تنهي المعاناة الإنسانية في القطاع.
تفاصيل الخطة الأمريكية
وكان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قد طرح خطة شاملة مكونة من 21 بندًا تهدف إلى إنهاء الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، وتقوم على انسحاب جيش الاحتلال الإسرائيلي على ثلاث مراحل متتالية، مع وضع آلية لإدارة القطاع خلال فترة انتقالية محددة.
وبحسب ما تسرب من بنود الخطة، فإن الإدارة المؤقتة للقطاع ستكون تحت إشراف لجنة فلسطينية تكنوقراطية مستقلة وغير سياسية، تتولى إدارة الشؤون المدنية والخدمات الأساسية، إلى حين التوصل إلى اتفاق نهائي يضمن الأمن لإسرائيل والكرامة للفلسطينيين.
وتهدف الخطة كذلك إلى إطلاق سراح المحتجزين الإسرائيليين في غزة مقابل وقف شامل للعمليات العسكرية، وفتح ممرات إنسانية تحت إشراف الأمم المتحدة والولايات المتحدة وعدد من الدول العربية.
حماس ترحب وتعلن استعدادها لتسليم إدارة القطاع
في تطور مفاجئ، أعلنت حركة حماس في بيان رسمي، موافقتها على الإفراج عن جميع المحتجزين الإسرائيليين، أحياءً وأمواتًا، وتسليم إدارة قطاع غزة لهيئة فلسطينية من المستقلين، في خطوة اعتبرها مراقبون مؤشرًا على انفتاح الحركة على الحلول السياسية بعد شهور من الحرب المدمرة.
وجاء في البيان أن حماس «تتعامل بإيجابية مع أي جهد دولي يضمن وقف العدوان ورفع الحصار عن الشعب الفلسطيني»، مشيرة إلى أنها مستعدة «لتسهيل أي ترتيبات انتقالية تضمن حقوق شعبنا وتحافظ على المقاومة كخيار سياسي مشروع».
ورحّب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب برد الحركة، معتبرًا أن ما صدر عنها «يؤكد استعدادها لسلام دائم»، على حد وصفه.
وقال ترامب في منشور على حسابه عبر منصة تروث سوشيال: «أرى أن بيان حماس يظهر أنهم مستعدون لإنهاء هذا الصراع الدموي وفتح صفحة جديدة من السلام».
ودعا ترامب حكومة إسرائيل إلى وقف فوري للقصف على قطاع غزة من أجل تسهيل عملية الإفراج عن المحتجزين، مؤكدًا أن نجاح هذه الخطوة «سيمهد الطريق لمفاوضات أوسع تشمل مستقبل غزة والمنطقة بأكملها».

تقديرات إسرائيلية لعدد المحتجزين
في المقابل، ذكرت وسائل إعلام إسرائيلية أن عدد المحتجزين في غزة يُقدّر بنحو 48 شخصًا، بينهم 20 على قيد الحياة، فيما لم يصدر تعليق رسمي من الحكومة الإسرائيلية حول ما إذا كانت ستتعاطى مع الخطة الأمريكية أو تقبل شروطها.
ويُنتظر أن تشهد الأيام المقبلة تحركات دبلوماسية مكثفة من قبل واشنطن والأمم المتحدة وعدد من الوسطاء الإقليميين، لمحاولة تحويل الخطة من مجرد اقتراح سياسي إلى اتفاق مبدئي يوقف الحرب ويعيد الأمل بإحياء عملية السلام المتوقفة منذ سنوات.