أفادت وكالة الأنباء الفرنسية، اليوم الأحد، أن الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش سيشارك غدًا الاثنين في قمة دولية حول غزة تُعقد في مدينة شرم الشيخ المصرية، برئاسة الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي ونظيره الأمريكي دونالد ترامب، في إطار المساعي الدولية المتواصلة لترسيخ اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحركة حماس.

وقال الناطق باسم مكتب الأمين العام للأمم المتحدة إن جوتيريش سيسافر إلى مصر اليوم الأحد، للمشاركة في أعمال القمة، مشيرًا إلى أنه سيعود إلى مقر المنظمة الأممية في نيويورك يوم الأربعاء المقبل، بعد استكمال جدول لقاءاته في القاهرة وشرم الشيخ.
اقرأ أيضًا
برنامج الغذاء العالمي يدعو إسرائيل إلى فتح المعابر فورًا لإدخال المساعدات إلى غزة
اتفاق شرم الشيخ للسلام.. خطوة نحو إنهاء الحرب في غزة
تأتي القمة في ظل الزخم الدولي المتزايد لدعم اتفاق شرم الشيخ للسلام، الذي جاء ثمرة جهود مصرية مكثفة خلال الأسابيع الماضية لوقف إطلاق النار في قطاع غزة.
وترتكز المبادرة التي طرحها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على ثلاثة محاور رئيسية:
-
وقف شامل لإطلاق النار بين إسرائيل وحماس.
-
إطلاق سراح الأسرى والمحتجزين من الجانبين.
-
ضمان تدفق المساعدات الإنسانية والإغاثية إلى القطاع الذي يعاني من حصار طويل الأمد منذ عامين كاملين.
وأكدت مصادر دبلوماسية أن القاهرة لعبت دور الوسيط الرئيسي في تقريب وجهات النظر بين الجانبين، مستندة إلى خبرتها الطويلة في إدارة الملفات الإقليمية الحساسة، ودعمها الثابت لحل سياسي يُنهي دوامة العنف ويعيد الاستقرار إلى المنطقة.
موافقة إسرائيلية وتمهيد لتطبيق المرحلة الأولى من المبادرة
وأعلنت الحكومة الإسرائيلية في وقت سابق موافقتها الرسمية على اتفاق وقف إطلاق النار الذي تم التوصل إليه مع حركة حماس في مدينة شرم الشيخ، تحت رعاية مصرية وبمشاركة الولايات المتحدة والأمم المتحدة.
وبحسب الاتفاق، تبدأ المرحلة الأولى من “مبادرة ترامب للسلام” بتنفيذ وقف شامل للعمليات العسكرية، يعقبه إطلاق سراح المحتجزين من كلا الطرفين، وصولًا إلى خطوات لاحقة تشمل إعادة الإعمار وبدء مفاوضات سياسية أوسع بإشراف دولي.
هدوء حذر وعودة النازحين إلى شمال القطاع
ودخل اتفاق وقف إطلاق النار حيّز التنفيذ مساء أمس السبت، وسط حالة من الهدوء النسبي في قطاع غزة بعد شهور طويلة من القتال المتواصل.
وذكرت تقارير ميدانية أن آلاف الفلسطينيين الذين نزحوا قسرًا إلى وسط وجنوب القطاع بدأوا في العودة إلى مناطقهم شمالًا، بعد أن أعلنت قوات الاحتلال الإسرائيلي فتح طريقَي الرشيد الساحلي وصلاح الدين أمام حركة العودة.
وتزامن ذلك مع انسحاب تدريجي للآليات العسكرية الإسرائيلية من عدة مناطق في عمق مدينة غزة، ما أعاد مشاهد الحياة تدريجيًا إلى بعض الأحياء التي كانت ساحة للعمليات العسكرية خلال الأسابيع الماضية.
القاهرة في قلب المشهد.. وسعي لترسيخ السلام الدائم
وتؤكد مشاركة جوتيريش في القمة أن الجهود المصرية لا تقتصر على الوساطة فحسب، بل تمتد لتقود تحركًا دوليًا متكاملًا لترسيخ السلام، بالتعاون مع الولايات المتحدة والأمم المتحدة.
وتعكس هذه المشاركة أيضًا الإجماع الدولي على دور مصر المحوري في تحقيق الاستقرار الإقليمي، باعتبارها صوت العقل والاتزان في منطقة تموج بالصراعات.

ومن المقرر أن تتناول قمة شرم الشيخ للسلام عددًا من الملفات المرتبطة بإعادة الإعمار، وضمان استمرار تدفق المساعدات، ووضع آلية مراقبة دولية لتنفيذ بنود الاتفاق، تمهيدًا لبدء مرحلة جديدة من الهدوء والاستقرار في قطاع غزة.