أعرب الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو جوتيريش، عن قلقه الشديد إزاء التصعيد العسكري المتواصل بين إسرائيل وإيران، في ظل تبادل الضربات الجوية المكثف بين الجانبين، والذي أسفر عن مئات القتلى والجرحى من المدنيين، وأدى إلى تدمير واسع للبنية التحتية الحيوية.

الدعوة إلى وقف إطلاق النار والتحذير من تدويل الصراع
وفي بيان رسمي صدر يوم الأربعاء، عبر الموقع الإلكتروني للأمم المتحدة، ناشد جوتيريش كافة الأطراف باتخاذ خطوات فورية نحو التهدئة، مجددًا دعوته إلى وقف فوري لإطلاق النار، وحثّ على تجنّب أي خطوات من شأنها تدويل الصراع العسكري أو توسيع نطاقه.
تحذيرات من “عواقب وخيمة” على المنطقة والعالم
أكد الأمين العام أن استمرار التدخلات العسكرية قد يؤدي إلى عواقب كارثية، لا تقتصر على أطراف النزاع فقط، بل تهدد السلم والاستقرار الإقليمي والدولي على حد سواء، وأضاف في بيانه: “أي تدخلات عسكرية إضافية قد تكون لها عواقب وخيمة، ليس فقط على الأطراف المعنية ولكن على المنطقة بأسرها وعلى السلم والأمن الدوليين بشكل عام.”
وتأتي هذه التصريحات في ظل مخاوف متزايدة من انزلاق الوضع في الشرق الأوسط إلى نزاع إقليمي شامل، في وقتٍ تسعى فيه أطراف دولية عديدة للحد من التصعيد ومنع تدهور الأوضاع.
إدانة لخسائر المدنيين وأضرار البنية التحتية
كما أدان جوتيريش الخسائر البشرية الكبيرة والأضرار التي لحقت بالمدنيين، مشيرًا إلى أن هذه التطورات المأساوية كان يمكن تجنبها، واصفًا إياها بأنها “غير ضرورية وغير مبررة”.
وأضاف أن استهداف المنازل والمرافق المدنية الحيوية يشكل انتهاكًا واضحًا للقانون الدولي الإنساني، داعيًا جميع الأطراف إلى احترام الالتزامات الدولية، وتجنب تعريض المدنيين لمزيد من المعاناة.
اقرأ أيضًا
المملكة السعودية تقفز 60 مرتبة عالميا وتُسجل إنجازًا جديدًا
تصاعد الضربات منذ الجمعة الماضية
بدأت وتيرة التصعيد في الجمعة الماضية، عندما شنت إسرائيل سلسلة من الغارات الجوية استهدفت مواقع نووية وعسكرية داخل إيران، وهو ما دفع طهران إلى الرد بهجمات صاروخية على عدد من المدن الإسرائيلية، في ما وصف بأنه أحد أخطر التصعيدات العسكرية بين الجانبين منذ سنوات.
ووفقًا لتقارير إعلامية، تجاوز عدد الضحايا 250 قتيلاً حتى الآن من الجانبين، في حين أصيب المئات، وسط تزايد القلق الدولي بشأن اتساع نطاق الصراع وتهديده للأمن الإقليمي.
دعوات دولية للتهدئة ومخاوف من تدويل الصراع
تشهد الساحة الدولية تحركات دبلوماسية مكثفة لمحاولة احتواء الأزمة، وسط تحذيرات من أن تدويل الصراع قد يجر دولاً أخرى إلى المواجهة، ويؤدي إلى زعزعة استقرار المنطقة بأكملها.
وفي ختام بيانه، أكد جوتيريش أن الحوار والدبلوماسية هما السبيل الوحيد للخروج من هذا المأزق، مشددًا على ضرورة ضبط النفس وتغليب الحكمة على المواجهة.