أعلنت شركة جوجل عن خطة استثمارية كبرى بقيمة 5 مليارات جنيه إسترليني (6.8 مليار دولار) في المملكة المتحدة، على أن يتم تنفيذها خلال العامين المقبلين، وذلك في خطوة تهدف إلى تلبية الطلب المتزايد على تقنيات الذكاء الاصطناعي وخدمات الحوسبة السحابية. ويُنظر إلى هذه الخطوة على أنها دفعة قوية للحكومة البريطانية، في وقت تسعى فيه لتعزيز موقعها كأحد المراكز العالمية الرائدة في مجال التكنولوجيا المتقدمة.

مركز بيانات جديد يوفر فرص عمل واسعة
يأتي الإعلان تزامنًا مع افتتاح جوجل لمركز بيانات جديد في وَلثام كروس بمقاطعة هيرتفوردشير، وهو مشروع يتوقع أن يسهم في دعم البنية التحتية الرقمية داخل بريطانيا، إلى جانب توفير آلاف الوظائف المباشرة وغير المباشرة.
اقرأ أيضًا
تيك توك على طاولة المفاوضات الأميركية الصينية في مدريد الأسبوع المقبل
وبحسب تقديرات الشركة، فإن هذا الاستثمار سيؤدي إلى خلق أكثر من 8,250 وظيفة سنويًا، وهو ما يعكس الأثر الإيجابي على سوق العمل المحلي ويعزز النمو الاقتصادي في قطاعات التكنولوجيا والهندسة والخدمات المساندة.
ترحيب حكومي واستثمار يمثل “تصويتًا بالثقة”
وزيرة الخزانة البريطانية، راشيل ريفيز، رحّبت بالخطوة، ووصفتها بأنها “تصويت بالثقة في الاقتصاد البريطاني”. وأشارت إلى أن تخصيص جوجل هذا المبلغ الضخم للبحث والتطوير والهندسة والإنفاق الرأسمالي يعكس ثقة متنامية في بيئة الاستثمار البريطانية، كما يعزز قدرة البلاد على استقطاب رؤوس الأموال الأجنبية في مجال الابتكار التكنولوجي.
استثمارات موازية من شركات الذكاء الاصطناعي
وتزامن إعلان جوجل مع تقارير حول خطط شركات كبرى أخرى مثل أوبن إيه آي، المالكة لتقنية “شات جي بي تي”، وإنفيديا، لضخ استثمارات بمليارات الدولارات في مراكز بيانات بريطانية خلال الأسبوع الجاري، بالتوازي مع زيارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب للندن.
هذه الاستثمارات المتتابعة تعكس ما وصفه خبراء اقتصاديون بأنه “سباق عالمي للسيطرة على مستقبل الذكاء الاصطناعي”، حيث تسعى بريطانيا لاقتناص مكانة متقدمة في هذه الصناعة الاستراتيجية.
تعزيز الاقتصاد الرقمي والأمن السيبراني
وأكدت جوجل أن استثماراتها الجديدة لن تقتصر على زيادة القدرة الاستيعابية لمراكز البيانات، بل ستمتد أيضًا إلى تعزيز الأمن السيبراني وتطوير بيئة الابتكار الرقمي، بما يساهم في دعم الاقتصاد البريطاني وتوفير حلول تكنولوجية متقدمة للشركات والأفراد على حد سواء.
ويُتوقع أن يسهم هذا المشروع في ترسيخ مكانة المملكة المتحدة كواحدة من أهم الوجهات العالمية لمجال الذكاء الاصطناعي والاقتصاد الرقمي خلال السنوات المقبلة.