كشفت شركة “جوجل” عن إطلاق نظام اشتراكات جديد تحت اسم “جيميناي” (Gemini)، يستهدف تمكين المؤسسات من تطوير وكلاء ذكاء اصطناعي قادرين على أداء مهام محددة داخل بيئة العمل، في خطوة تهدف إلى تعزيز موقع الشركة في سوق الذكاء الاصطناعي المؤسسي سريع النمو.
وتبدأ رسوم الاشتراك الشهري في باقة “جيميناي إنتربرايز” (Gemini Enterprise)، المخصصة للشركات الكبرى، من 30 دولاراً للفرد الواحد، بينما تقدم الشركة باقة أخرى موجهة للشركات الصغيرة والمتوسطة تحت اسم “جيميناي بيزنس” (Gemini Business) بتكلفة 21 دولاراً شهرياً للفرد.
وتُتيح هذه الباقات للموظفين بناء وكلاء يعتمدون على البيانات المستمدة من خدمات مؤسسية مثل “بوكس” (Box) و “مايكروسوفت” (Microsoft) و “سيلزفورس” (Salesforce) ، بحسب تقرير نشرته شبكة “سي إن بي سي” واطلعت عليه “العربية بزنس”.
وكلاء ذكاء اصطناعي جاهزون وخصائص أمنية مدمجة
تتضمن اشتراكات “جيميناي” الجديدة مجموعة من الوكلاء الجاهزين مسبقاً من “جوجل”، موجهين لتطوير البرمجيات وعلوم البيانات والتفاعل مع العملاء، بالإضافة إلى إمكانية التكامل مع وكلاء من شركات مثل Workday وغيرها.
كما تضم المنظومة ميزة “Agentspace”، وهي بيئة تطوير متكاملة لإنشاء وكلاء ذكاء اصطناعي أعلنت عنها “جوجل” لأول مرة في ديسمبر الماضي.
وأوضحت الشركة أن جميع عملاء “Agentspace” الحاليين سيتم ترقيتهم مجاناً إلى “جيميناي إنتربرايز” أو “جيميناي بيزنس” طوال مدة عقودهم.
وتوفر الاشتراكات الجديدة كذلك خاصية “Model Armor”، التي تعمل على فحص وحظر الطلبات والاستجابات داخل المحادثات التي تُدار بالذكاء الاصطناعي، لتأمين المؤسسات دون الحاجة إلى إعدادات إضافية معقدة.
منافسة محتدمة مع “أوبن إيه آي” و“مايكروسوفت” على وكلاء الشركات
يأتي إطلاق “جوجل” لهذه الباقات بعد ثلاثة أيام فقط من إعلان “أوبن إيه آي” عن أدوات جديدة تتيح لمستخدمي “شات جي بي تي” الوصول إلى تطبيقات خارجية من داخل المنصة نفسها، في إطار التنافس المتصاعد بين شركات التكنولوجيا العملاقة على سوق وكلاء الذكاء الاصطناعي.
وتسعى كل من “جوجل” و“مايكروسوفت” إلى جذب المؤسسات لتبني وكلاء مخصصين لتبسيط العمليات الإدارية والفنية، مما يتيح للموظفين التركيز على مهام أكثر استراتيجية.
وتقدم الشركتان خدمات شاملة تستهدف المطورين والعاملين غير التقنيين على حد سواء. وأوضح توماس كوريان، الرئيس التنفيذي لمجموعة “جوجل السحابية”، أن الشركات من مختلف القطاعات – بما في ذلك الاستشارات، الاتصالات، البرمجيات، الضيافة، والتصنيع – بدأت فعلاً في استخدام حلول “جيميناي” في نطاق واسع من التطبيقات.
تسارع في تبني الشركات وجيميناي 3.0 على الطريق
كشف كوريان أن شركة الرحلات البحرية “فيرجن فوياجز” (Virgin Voyages) كانت من أوائل المؤسسات التي تبنت “جيميناي إنتربرايز”، مشيراً إلى أن نمو إيرادات وحدة “جوجل كلاود” تجاوز 30% على أساس سنوي في الربع الثاني من العام.
وفي المقابل، قال المحلل شيراج ديكات من شركة الأبحاث التقنية “غارتنر” (Gartner) إن أغلب الشركات ما زالت في مرحلة اختبار وكلاء الذكاء الاصطناعي قبل تطبيقهم على نطاق واسع، لكنه أشار إلى أن تركيز “جوجل” على الأمن والحوكمة سيساعدها على كسب ثقة المؤسسات الكبرى.
وأضاف أن الاشتراكات الجديدة تعتمد على نماذج “جيميناي” المتطورة للتعامل مع النصوص والصور والفيديو، موضحاً أن الشركات تبحث عن حلول مرنة تضمن تحديث النماذج بشكل مستمر لتجنب التراجع التكنولوجي.
ولفت إلى أن إطلاق “جيميناي 3.0” المرتقب سيكون اختباراً حاسماً لقدرة جوجل على تحقيق دورة ابتكار متكاملة في نفس يوم الطرح، مضيفاً: “السؤال الحقيقي هو ما إذا كانت جوجل ستنجح في الحفاظ على وتيرة التطوير المتزامن، أم ستتبنى نمطاً تدريجياً في التحديثات المستقبلية”.
اقرأ ايضًا…سام ألتمان يكشف عن دمج تطبيقات خارجية في “شات جي بي تي” خلال مؤتمر DevDay 2025