انتخب مجلس النواب اللبناني، قائد الجيش العماد جوزيف عون، رئيسًا للجمهورية اللبنانية اليوم الخميس، بعد عملية فرز الأصوات في الجولة الثانية من تصويت البرلمان، لينهي بذلك شغور المنصب الذي استمر لأكثر من عامين.
جوزيف عون رئيسًا للبنان
حصل العماد عون، على 99 صوتًا في الدورة الثانية للتصويت خلال جلسة شهدت حضور جميع النواب الـ128، ليتم انتخابه رئيسًا للبنان بعد منافسة لم تحسم في الدورة الأولى.
وفور إعلان نتائج التصويت، أدى الرئيس الجديد اليمين الدستورية، حيث أكد في كلمة ألقاها بالمناسبة أن لبنان يبدأ مرحلة جديدة من تاريخه. وقال العماد عون: “أعاهدكم أن أمارس صلاحيات رئيس الجمهورية كاملة كحَكَم عادل بين المؤسسات”.

وأضاف: “نحن في أزمة حكم تتطلب تغييرًا في الأداء السياسي والاقتصادي. لبنان بقي صامدًا رغم الحروب والتفجيرات وسوء إدارة الأزمات”.
وفي رسائل حازمة، قال الرئيس الجديد: “إذا أردنا بناء وطن، علينا أن نكون جميعًا تحت سقف القانون. لا مكان للتدخل في القضاء أو المحسوبيات، ولا حصانات لمجرم أو فاسد”.
الدورة الثانية للانتخابات الرئاسية اللبنانية
كان البرلمان قد اضطر لتعليق الجلسة صباح اليوم للتشاور، بعد فشل انتخاب رئيس في الجولة الأولى، حيث لم يحصل أي مرشح على الأغلبية المطلوبة لانتخاب الرئيس وفقًا للدستور اللبناني.
ففي الدورة الأولى، حصل العماد جوزيف عون على 71 صوتًا، فيما صوّت 37 نائبًا بورقة بيضاء، بينما اعتُبرت 4 أوراق ملغاة. ويتطلب الفوز في الدورة الأولى الحصول على 86 صوتًا من أصل 128 نائبًا، بينما يكفي في الدورة الثانية الحصول على الأغلبية البسيطة، أي 65 صوتًا.
يُذكر أن رئيس مجلس النواب كان قد أعلن في 28 نوفمبر 2024 تحديد يوم 9 يناير لعقد جلسة انتخاب الرئيس، بعد إخفاق البرلمان في انتخاب رئيس جديد خلال 13 جلسة سابقة امتدت على مدى عامين، وكان آخرها في 14 يونيو 2023. وقد أدى هذا الإخفاق إلى شغور رئاسي هو السادس في تاريخ لبنان الحديث.
إقرأ أيضًا:
338 من المجتمع الحريدي جندوا في الجيش الإسرائيلي الأسبوع الماضي

تحديات تنتظر الرئيس اللبناني الجديد
في الأيام الأخيرة، تداولت تقارير أن العماد جوزيف عون هو الأوفر حظًا لنيل المنصب، بفضل تمتعه بدعم إقليمي ودولي، خاصة من الولايات المتحدة. وتزامن ذلك مع سلسلة لقاءات أجراها كل من الموفد الأمريكي إلى بيروت آموس هوكشتاين، والمبعوث السعودي يزيد بن محمد بن فهد آل فرحان، والموفد الفرنسي جان إيف لودريان مع نواب وشخصيات سياسية لبنانية.
أما التحديات التي تنتظر الرئيس الجديد والحكومة المرتقبة، فهي ضخمة. ومن أبرزها إعادة إعمار المناطق التي دمرتها الحرب الأخيرة مع إسرائيل، والتي شملت أجزاء من الجنوب والشرق اللبناني، إضافة إلى الضاحية الجنوبية للعاصمة بيروت.
كما يتعين على الرئيس العمل على تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار، الذي يتضمن الالتزام بقرار مجلس الأمن رقم 1701 الصادر عام 2006، والذي يدعو إلى نزع سلاح جميع المجموعات المسلحة غير التابعة لـ”القوى الشرعية”.