أفاد موقع “أكسيوس” الأمريكي بأن جيش الاحتلال الإسرائيلي، يستعد لتنفيذ عملية برية في مدينة غزة بعد موافقة مجلس الوزراء الأمني المصغر “الكابينت”، على مقترح رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، والذي يهدف إلى السيطرة الكاملة على القطاع، وذكر المسؤولون الإسرائيليون أن العملية ستقتصر على مدينة غزة في المرحلة الأولى من الهجوم، مع تحديد موعد نهائي للإخلاء في 7 أكتوبر 2025.
تفاصيل الخطة العسكرية الإسرائيلية
وفقا للمسؤول الإسرائيلي، تركز الخطة على إخلاء جميع سكان مدينة غزة باتجاه مناطق أخرى مثل مخيمات اللاجئين في وسط القطاع، بينما ستفرض حصارًا على عناصر حركة حماس الذين سيبقون في المدينة، هذه العملية تعد جزءًا من هجوم تدريجي قد يمتد ليشمل كامل قطاع غزة في المستقبل، ويُتوقع أن تستغرق العملية عدة أشهر على الأقل، وتشمل تهجير حوالي مليون فلسطيني من سكان غزة.
اعتراضات داخل الحكومة الإسرائيلية
بينما تمت الموافقة على الخطة من قبل “الكابينت”، أفاد الموقع أن الوزيرين المتطرفين في الحكومة الإسرائيلية، إيتمار بن جفيرن وبتسلئيل سموتريتش، قد صوتا ضد القرار، مؤكدين معارضتهما لاكتفاء العملية بالسيطرة على مدينة غزة فقطن بن جفير عارض أيضًا إيصال المساعدات الإنسانية إلى المدنيين في القطاع، في حين طالب سموتريتش بتوسيع العملية العسكرية وعدم توقفها تحت أي ظرف من الظروف.
استعدادات ميدانية وتحركات على الحدود
في ذات السياق، أفادت شبكة “إن بي سي نيوز” الأمريكية بأن صورًا فضائية التقطت بواسطة الأقمار الاصطناعية أظهرت تجمع القوات الإسرائيلية بالقرب من الحدود مع غزة، ما يشير إلى اقتراب موعد تنفيذ العملية البرية الكبرى، ويُعتقد أن العملية قد تشمل أيضًا جهودًا لاستعادة المحتجزين لدى حماس، مع السعي لتوسيع نطاق المساعدات الإنسانية في المناطق غير المتأثرة بالقتال.
تحذيرات من المخاطر العسكرية والإنسانية
على الرغم من الدعم الحكومي، فإن العملية العسكرية تواجه معارضة داخل الجيش الإسرائيلي، حيث حذر رئيس الأركان الإسرائيلي، الجنرال إيال زامير، من المخاطر الكبيرة التي قد تهدد حياة المحتجزين داخل غزة إذا تم تنفيذ هذه الخطة، كما أشار إلى أن العملية قد تؤدي إلى فرض حكم عسكري إسرائيلي على غزة، مع تحمل المسؤولية الكاملة عن حياة مليوني فلسطيني في القطاع.
المرحلة الأولى من الخطة: إجلاء السكان وتقديم المساعدات الإنسانية
حسب تقارير الإعلام الإسرائيلي، فإن الخطة التي تم اعتمادها من قبل “الكابينت” تتضمن ثلاث مراحل رئيسية:
- إدخال مساعدات إنسانية: تهدف المرحلة الأولى إلى تقديم مساعدات إنسانية واسعة النطاق إلى مدينة غزة لتلبية احتياجات المدنيين في مناطق القتال.
- إجلاء السكان: يتم إخلاء سكان مدينة غزة باتجاه الجنوب ومخيمات الوسط، على أن تكتمل عملية الإجلاء بحلول 7 أكتوبر 2025.
-
فرض حصار على المدينة: بعد إتمام عملية الإخلاء، ستفرض القوات الإسرائيلية حصارًا كاملاً على مدينة غزة، في محاولة للسيطرة على المدينة بشكل كامل.
اقرأ أيضًا
المجلس الوزاري الإسرائيلي يوافق على خطة نتنياهو لاحتلال قطاع غزة بالكامل
توجهات إسرائيلية لتصفية حماس وإعادة الأمن إلى غزة
أوضح البيان الصادر عن مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي، أن الكابينت قد اعتمد ما أسماه “المبادئ الخمسة لإنهاء الحرب”، والتي تشمل نزع سلاح حماس، إعادة جميع المحتجزين (أحياء كانوا أم أموات)، ونزع سلاح القطاع، مع فرض السيطرة الأمنية الإسرائيلية على غزة، كما تسعى إسرائيل إلى إنشاء حكومة مدنية بديلة في القطاع، تكون غير تابعة لحماس أو السلطة الفلسطينية.
مستقبل العملية: تكاليف بشرية وأمنية مع تصاعد الانتقادات الدولية
على الرغم من الضغوط الدولية التي تطالب بوقف القتال وتقديم الأولوية للأزمة الإنسانية في غزة، يبدو أن الحكومة الإسرائيلية ماضية في تصعيد عملياتها العسكرية، كما أشار المسؤولون العسكريون الإسرائيليون إلى أن احتلال قطاع غزة قد يستغرق سنوات، وقد يعرض حياة العديد من المحتجزين الفلسطينيين للخطر، وهو ما يثير قلقًا داخليًا وخارجيًا بشأن الأبعاد الإنسانية والتكلفة العسكرية لهذا التصعيد.