وقع حادث إطلاق نار بالضفة الغربية اليوم، وصرح الجيش الإسرائيلي إن امرأتين مسنتين وضابط شرطة خارج الخدمة قُتلوا وأصيب ثمانية إسرائيليين آخرين على الأقل عندما أطلق مسلحون فلسطينيون النار على مركبات في شمال الضفة الغربية صباح الاثنين.
حادث إطلاق نار بالضفة الغربية
وقع الهجوم بإطلاق النار، الذي استهدف حافلة وسيارتين، داخل قرية الفندق الفلسطينية، التي تقع على شريان رئيسي يستخدمه آلاف الإسرائيليين والسائقين الفلسطينيين يوميًا. وقال الجيش إنه أطلق عملية مطاردة للمسلحين.
وتم التعرف على القتلى على أنهم الرقيب أول إيلاد يعقوب وينكلشتاين، ضابط شرطة، وزوجتا شقيقه راشيل كوهين وعليزة رايز.
وكان قد أطلق ثلاثة مسلحين فلسطينيين من منطقة جنين في شمال الضفة الغربية النار على سيارتين إسرائيليتين وحافلة كانت تسير على الطريق السريع أثناء مرورهم بالقرية، وفقًا للجيش.

وبحسب تحقيق أولي أجرته قوات الدفاع الإسرائيلية، أطلق الإرهابيون، المسلحون ببنادق هجومية، النار أولاً على سيارة مدنية من مسافة قريبة، مما أسفر عن مقتل كوهين ورايس.
وأعلن مسعفون من نجمة داوود الحمراء عن وفاتهما في مكان الحادث.
ثم أطلق المسلحون النار على حافلة أبعد، مما أسفر عن إصابة ثمانية أشخاص، بما في ذلك السائق، 63 عامًا، الذي قالت نجمة داوود الحمراء إنه تم نقله إلى المستشفى في حالة خطيرة. وكانت امرأتان في الحافلة في حالة متوسطة، وأصيب ما لا يقل عن خمس أخريات بجروح طفيفة.
التحقيق الأولي بحادث إطلاق النار
كشف الجيش إنه بينما كان المسلحون يطلقون النار على الحافلة، أطلق مدني مسلح النار بمسدس على المسلحين، مما دفعهم إلى العودة إلى سيارتهم والفرار. ووجد التحقيق العسكري أن الطلقات أصابت السيارة ولكن على ما يبدو لم تصب أيًا من منفذي الهجوم.
وبينما كان المسلحون الفلسطينيون يفرون، أطلقوا النار على سيارة أخرى على بعد حوالي 150 مترًا (490 قدمًا)، مما أسفر عن مقتل وينكلشتاين، ضابط الشرطة، وفقًا لتحقيقات الجيش الإسرائيلي.
وقال الجيش إن اثنين من المسلحين معروفان لمؤسسة الدفاع وكانا مطلوبين بالفعل لتورطهما في أنشطة مسلحة، في حين أن الثالث ما زال مجهول الهوية.

تصريحات الجيش الإسرائيلي
كشف الجيش الإسرائيلي هويات القتلى الإسرائيليين، مشيرًا إلى أن وينكلشتاين، 35 عامًا، أب لطفلين من بلدة عين هانتسيف الشمالية، كان محققًا في مركز شرطة أرييل. وكان خارج الخدمة وقت الهجوم. وفقًا للتايمز أوف إسرائيل.
كان أحد أبناء وينكلشتاين في السيارة عندما تعرض لإطلاق النار، لكنه لم يصب بأذى جسديًا، وفقًا لتقارير إعلامية باللغة العبرية.
وكانت كوهين، 73 عامًا، وراز، 70 عامًا، شقيقتا زوجها ومعلمتان من مستوطنة كدوميم، تقودان معًا عندما تعرضا للهجوم. وأعلن الجيش الإسرائيلي إنه أرسل عددًا كبيرًا من القوات، بالإضافة إلى مروحية تابعة لسلاح الجو الإسرائيلي، للبحث عن منفذي الهجوم.
تفاصيل حادث إطلاق النار بالضفة الغربية
وقع الهجوم على طول الطريق السريع 55، وهو طريق سريع من الشرق إلى الغرب يعبر الضفة الغربية ويربط المناطق الواقعة شمال غرب تل أبيب بضواحي نابلس، ويمر بالقرب من أو عبر عدد من المستوطنات الإسرائيلية والبلدات الفلسطينية.
وأظهر مقطع فيديو للمراقبة نشرته هيئة البث الإسرائيلية العامة “كان” رجلاً يخرج من جانب الركاب في سيارة سيدان بيضاء متوقفة على الطريق ويوجه سلاحًا إلى حافلة عابرة. ويبدو أن الرجل استمر في إطلاق النار لعدة ثوانٍ قبل أن يعود إلى السيارة، التي ابتعدت بعد ذلك عن مكان الحادث.
وقال الجيش إنه أقام حواجز طرق بالقرب من موقع الهجوم، ووضع أطواقًا حول مدينة نابلس والعديد من القرى المجاورة الأخرى. كما أمر وزير الدفاع يسرائيل كاتس الجيش “باستخدام القوة الشديدة ضد أي مكان تقود إليه آثار منفذي الهجوم”.
وأضاف: “أي شخص يتبع مسار حماس في غزة ويرعى قتل وإيذاء اليهود سيدفع ثمنًا باهظًا”. وتعهد رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بأن إسرائيل ستقبض على مطلقي النار “مع كل من ساعدهم”.
ولم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن الهجوم، لكن حركة حماس سارعت إلى الإشادة به ووصفته بأنه “رد بطولي على الجرائم المستمرة” التي ترتكبها إسرائيل في قطاع غزة”.
وفي أعقاب الهجوم، دعا وزير الشرطة إيتامار بن جفير، إسرائيل إلى إنهاء التعاون الأمني مع السلطة الفلسطينية، التي شنت حملة صارمة ضد المسلحين الفلسطينيين في جنين في الأسابيع الأخيرة.
وفي يوم الأحد، قالت شرطة الحدود إن قواتها أطلقت النار على المشتبه به في حسن ربايعة وقتلته في قرية بالقرب من جنين عندما حاول الفرار خلال مداهمة اعتقال.
وحددت أجهزة الأمن الفلسطينية ربايعة، بأنه ملازم أول في قوة الأمن الوقائي، قائلة إنه قُتل أثناء “أدائه لواجبه الوطني”.
وفي سياق منفصل، قالت وزارة الصحة الفلسطينية في الضفة الغربية إن صبيًا يبلغ من العمر 17 عامًا قُتل بنيران إسرائيلية في مخيم عسكر للاجئين في نابلس. وقال الجيش إن أفرادًا ألقوا متفجرات على جنود يعملون في المنطقة، الذين أطلقوا النار وأصابوا أحدهم.
وكانت هناك العديد من الهجمات على الإسرائيليين الذين يستخدمون طريق 55 على مر السنين، بما في ذلك في الفندق. وشملت معظم الهجمات إلقاء الحجارة، على الرغم من وجود عمليات إطلاق نار أيضًا، بما في ذلك هجوم في أبريل على حافلة ومركبة أخرى أدى إلى إصابة شخصين.
تمت الموافقة مؤخرًا على خطط لتعبيد طريق التفافي حول الفندق للإسرائيليين؛ ومن المقرر أن يبدأ البناء الشهر المقبل.
إقرأ أيضًا:
هل يستقيل رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو وسط الاحتجاجات المتصاعدة؟
أعمال العنف في الضفة الغربية
تصاعدت أعمال العنف في الضفة الغربية منذ 7 أكتوبر 2023، عندما هاجمت حماس جنوب إسرائيل، مما أشعل فتيل الحرب في غزة والاضطرابات في جميع أنحاء المنطقة. ومنذ ذلك الحين، قُتل 46 شخصًا، بما في ذلك أفراد الأمن الإسرائيليون، في هجمات فلسطينية في إسرائيل والضفة الغربية، بما في ذلك بعضها نفذها مواطنون إسرائيليون.
قُتل ستة أفراد آخرين من قوات الأمن في اشتباكات مع نشطاء في الضفة الغربية. ويرتكز العنف بالقرب من نابلس وجنين ومدن فلسطينية أخرى في شمال الضفة الغربية حيث ضعفت سيطرة السلطة الفلسطينية بشكل مطرد على مر السنين.
وفقًا لوزارة الصحة الفلسطينية، قُتل أكثر من 835 فلسطينيًا في الضفة الغربية منذ 7 أكتوبر 2023. وتقول قوات الدفاع الإسرائيلية إن الغالبية العظمى منهم كانوا مسلحين قُتلوا في تبادل لإطلاق النار.
وفي الفترة ذاتها، اعتقلت القوات نحو 6 آلاف فلسطيني مطلوب في مختلف أنحاء الضفة الغربية، بما في ذلك أكثر من 2350 من المنتمين إلى حركة حماس.